jo24_banner
jo24_banner

أهل القدس بين الدفاع عن المقدسات وبين لقمة العيش والصمود

أهل القدس بين الدفاع عن المقدسات وبين لقمة العيش والصمود
جو 24 :
قال وزير شؤون القدس الأسبق في السلطة الوطنية الفلسطينية حاتم عبدالقادر، ان ما يجري الآن من استهداف واضح للكنائس المسيحية، هو مخطط ممنهج من قبل سلطات الاحتلال لضرب الوجود المسيحي في مدينة القدس، بالتوازي لما يجري ضد المقدسات الإسلامية.

وهو محاولة تكريس القدس ليس فقط عاصمة سياسية للكيان الاسرائيلي، بل تكريس المدينة عاصمة دينية لكل يهود العالم، مشيرا الى أن هذا يقتضي اقصاء المسلمين والمسيحيين على حد سواء عن المدينة المقدسة.

وأكد عبد القادر في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن هذا الاستهداف لن ينجح، واذا تم مواصلته سيكون هناك ردود من الفلسطينيين والمقدسيين على هذا الصلف والغرور من الجانب الاسرائيلي، الذي يريد أن يجعل القدس خالية من الديانات الأخرى، وفق الرؤية والاستراتيجية الاسرائيلية المستندة الى مفاهيم صهيونية عنصرية توراتية قائمة على اقصاء الديانتين الاسلامية والمسيحية، وتكريس اليهودية في كل أجزاء القدس.

وأعرب عن أسفه واستهجانه لعدم وجود صوت مسيحي دولي بعد يومين على اغلاق كنيسة القيامة المرشحة للاغلاق لأيام طويلة، مشيرا الى عدم وجود حتى قنصل اوروبي او اجنبي واحد زار كنيسة القيامة للتضامن مع البطاركة، وحتى الحال على الصعيد الاسلامي لما يجري للمسجد الاقصى المبارك وما يجري من تهويد لمدينة القدس، لا نسمع من الجانب الاسلامي غير الخطابات والمؤتمرات التي تجري في عواصم متفرقة، مشيرا الى أن هذا الصمت العربي والاسلامي والمسيحي والدولي، يعطي مزيدا من الأضواء الخضراء للجانب الاسرائيلي لمواصلة تماديه وتنفيذ مخططاته الاستعمارية.

وأعرب عن اعتقاده أن القدس ليست فقط مسؤولية الجانبين الأردني والفلسطيني، بل هي مسؤولية المسلمين والمسيحيين، واذا لم يقدموا التضامن والدعم الكافي واللازم للمملكة الأردنية الهاشمية باعتبارها صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، فالمقدسيون مضطرون أن يواجهوا ما يجري في الميدان مع الاسرائيليين.

وقال، ان ما يجري في مناطق باب حطة والسلسلة وحائط البراق، هو مسلسل متكامل الهدف منه الاستيلاء على المسجد الاقصى المبارك ومحيطه، مشيرا الى أن ما يجري لحائط البراق يمثل تشويها للمعالم الاسلامية في هذه المنطقة وللحائط الغربي للمسجد الاقصى المبارك التي هي ملك للأوقاف الاسلامية وتشكل جزءا لا يتجزأ من المسجد الاقصى المبارك، وسبق أن أعلنتها اليونسكو منطقة تراث عالمي، ويريد الاحتلال الآن ان يقيم بناية استيطانية في هذه المنطقة، مما سيؤدي الى تشويه المعالم التاريخية والحضارية للمسجد الأقصى، وقد تكون هذه البناية رأس جسر من أجل القفز في خطوات لاحقة باتجاه المسجد الاقصى المبارك.

وأضاف، أن ما يجري في باب حطة من اغلاقات هي ليست قضية فرض ضرائب، بل هي محاولة تهجير صامت للسكان والتجار المقدسيين في هذه المنطقة من خلال فرض ضرائب باهظة لا يستطيعون تسديدها، مشيرا الى أن المشروع يهدف الى ترحيل الوجود المقدسي لمحيط المسجد الأقصى المبارك من خلال منع وجود ديمغرافي حول المسجد الأقصى من أجل الإنفراد به، مطالبا الشعوب العربية وقواه الحية، العمل على مؤازرة المقدسيين من أجل إبطال ما تقوم به اسرائيل من ممارسات ضد المسلمين والمسيحيين في القدس.

وقال ان الجهد الأردني والجهد الفلسطيني لا يكفيان، ولا بد أن يكون هناك تكامل في الجهد العربي والاسلامي والمسيحي، لتكريس دور فاعل يتحمل مسؤوليته بشكل أفضل من خلال وضع خطط للتحرك على كافة المستويات يضغط باتجاه أن يفعل العالم شيئا للضغط على اسرائيل، مؤكدا الرهان على جماهير الشعب الفلسطيني للتصدي للممارسات الاسرائيلية، وكذلك الرهان على الموقف الأردني وموقف جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي لم يدخر جهدا في الدفاع عن المقدسات، وأن يكون عونا وسندا لإخوانه الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص.

وأضاف، عندما نتحدث عن الصمود يجب أن نتحدث عن المقومات التي يحتاجها، فالصمود يحتاج الى دعم سياسي واعلامي ومادي من أجل تمكين المواطنين الفلسطينيين من الصمود في وجه الاجراءات الاسرائيلية، معربا عن أمله أن يكون هناك مزيد من التنسيق الأردني الفلسطيني من أجل التوجه عربيا واسلاميا ودوليا لتوفير عوامل مساعدة للصمود.

 (بترا)  
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير