كيف نجح جيش الاحتلال في إرغام فتى فلسطيني خسر جزء من جمجمته على تغيير إفادته
كذبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن الفتى الفلسطيني محمد التميمي لم يتعرض لجرح بليغ في رأسه نتيجة لرصاص جنوده.
ونشرت الصحيفة اليوم الأحد تقريرا علّقت فيه على بيان رئيس مكتب الحكومة الإسرائيلية في "المناطق" الجنرال يؤاف مردخاي، حيث زعم أن التقارير التي تتحدث عن إصابة التميمي بنيران الجنود الإسرائيليين بـ"الكذب والتحريض الفلسطيني"، مدعيا أن الإصابة المرعبة التي أدت إلى فقدانه جزءا من جمجمه نتجت عن "سقوطه عن الدراجة".
وانتقد تقرير "هآرتس" بشدة تصريحات الجيش، مشددا على أن مردخاي يحاول إقناع الرأي العام بوجود كذب هائل لا يقف التميمي وحده وراءه بل ووالداه وغيرهما من أفراد عائلته وعشرات سكان قرية النبي صالح حيث وقع الحادث وكذلك ناشط إسرائيلي يساري جوناثان بولاك الذي كان في موقع الحادث.
وذكرت الصحيفة أن اعتراف التميمي بأن إصابته نتجت عن حادث الدراجة جاء على الأرجح تحت التهديد والضغوط وخوفا من مصيره المستقبلي ومن أن حالته الصحية قد تتفاقم في حال استمرار احتجازه لأيام وأسابيع.
وأقرت الصحيفة بأن أحد الأساليب التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي بغية التصدي للاحتجاجات الفلسطينية في الضفة يكمن في استهداف أشخاص سبق أن شاركوا في المظاهرات بغية إخافة المتظاهرين المفترضين الآخرين.
وأكدت الصحيفة أن ظروف احتجاز الفلسطينيين أسوأ بكثير مما لدى الإسرائيليين المشتبه فيهم، حيث يتعرض النشطاء الفلسطينيون لاعتقالات إدارية قبل توجيه تهم باطلة تماما لهم، ثم يعانون من المخالفات الملموسة في السجون بما في ذلك منعهم من النوم والأصفاد المؤلمة والاستجوابات المهينة.
وحذر التقرير من أن السلطات الإسرائيلية قد تستغل ضعف المعتقلين الفلسطينيين القاصرين للحصول على اعترافات باطلة ترضي تل أبيب وتتيح تشويه الحقائق لحفظ ماء وجهها.
من جانبه، كان التميمي قد تراجع عن اعترافاته عقب الإفراج عنه، مفسرا إياها بالقول: "عند دخولي إلى معسكر بنيامين حيث جرى التحقيق معي، لاحظت دراجة عند المدخل، وعندما سألني المحقق عن سبب إصابتي قلت له إنني سقطت عن الدراجة".
وسبق أن أعلن التميمي أنه أصيب بجرحه المرعب في 15 ديسمبر الماضي، حينما كان يلعب مع أصدقائه وسمع أصوات الرصاص، وحاول تسلق سور عال لمتابعة ما يجري، لكن جنديا إسرائيليا أطلق النار عليه من مسافة قريبة ما أدى إلى سقوطه عن السور.