معالي الرزاز و"نظرة المعارضة الضيقة"!

يبدو أن حجم المعارضة على قرارات الدكتور عمر الرزاز وزير التربية، كانت أكبر مما توقعها معاليه، لدرجة أننا بتنا نسمع له تصريحات خارج عن مألوف طبعه الهادىء. فخرج معاليه بتصريح قبل أيام يؤكد فيه أنه لن يتراجع عن قراره في ما يتعلق ب"اختيارية التوجيهي". وهي لغة لم نعتدها من الوزير الذي يعتبر الأكثر دبلوماسية بين أقرانه الوزراء.

اليوم، وصل الأمر بمعالي الوزير الرزاز حد وصفه الحملة المعارضة لقرار "اختيارية مواد التوجيهي" –بمن فيها من أساتذة جامعات وغيرهم- بأنها "ذات نظرة ضيقة"!!! وذلك وفق تصريح الدكتورالرزاز نقله عنه أحد المواقع الإلكترونية.

الحملة المعارضة للوزير الرزاز و"ذات النظرة الضيقة" تشمل العلامة الفيزيائي الدكتور الجامعي همام غصيب، إلى جانب السواد الأعظم من الأكاديميين في الجامعات الرسمية والخاصة. كما تضم هذه الحملة المعارضة معظم المشرفين التربويين في وزارة التربية إضافة إلى غالبية المعلمين. كما تقف نقابة المعلمين إلى جانب هذه الحملة المعارضة "ذات النظرة الضيقة".

وعلى المستوى الرسمي، فإن من ضمن أصحاب "النظرة الضيقة" المعارضة للوزير الرزاز، وزير التربية والتعليم التعليم العالي الأسبق ورئيس لجنة التربية في مجلس الأعيان الدكتور وجيه عويس، وهو رئيس لجنة استراتيجية تطوير الموارد البشرية التي يعتبر الرزاز أن قراره هذا يصب في خانة تطبيقها. كما تضم القائمة الرسمية أعضاء في لجنة التربية في مجلس النواب، إضافة إلى الدكتور هشام غصيب الرئيس السابق لجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا.

"أصحاب النظرة الضيقة" يذكرون معالي الوزير الرزاز بأن النظام الذي يقترحه قد تم تطبيقه قبل عشرين عاماً، وتم التراجع عنه، بعد أن أثبت فشله الذريع، والذي وصل حد عدم اعتراف اليمن بشهادة التوجيهي الأردنية آنذاك. وأصحاب "النظرة الضيقة" ينصحون معاليه بالتراجع عن هذا القرار الذي لم ولن يؤدي إلا إلى المزيد من التراجع والتدهور في العملية التعليمية، ويكفي ما أحدثه هذا القرار -وقبل أن يتم البدء بتطبيقه- من تخبط وإرباك وفوضى للطلبة والمعلمين والمدارس.

ما زلنا نراهن على أن يتغلب صوت الحكمة على أي صوت آخر، وأن يقوم معالي الرزاز بوقف أو تجميد القرار بما يخدم العلم والعملية التعليمية. والله من وراء القصد.