jo24_banner
jo24_banner

ضعف الدولار يمهّد لتراجع أمريكا عالميًا..

خالد الزبيدي
جو 24 :

أظهرت بيانات حديثة صدرت عن صندوق النقد الدولي تراجع حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطيات العالمية من العملات في الربع الأخير من العام 2017 إلى أدنى مستوى في أربع سنوات، بينما ارتفعت حصص العملات الأخرى في الاحتياطيات لاسيما اليورو واليوان الصيني.
وأشارت البيانات إلى أن حصة الدولار الأمريكي تراجعت في الربع الرابع إلى 62.7 بالمئة من 63.5 بالمئة في الربع الثالث من 2017، وهي أصغر حصة للدولار الأمريكي في الاحتياطيات العالمية للنقد الأجنبي.
انخفاض حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية ترجح أهميته كعملة لقياس التجارة العالمية، وفي حال تراجعها دون نسبة 60% من التجارة الدولية فإن الولايات المتحدة تفقد مركزها كقوة احادية القطبية في التحكم بالاقتصاد العالمي، وبالتالي زوال امبراطورية التمادي على العالم التي تحكمت بنسب متباينة في العالم الحديث بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
إن منحنى الدولار الامريكي بدا اكثر وضوحا بعد مسلسل متلاحق من الازمات المالية التي ضربت الاقتصاد الامريكي ومراكز المال العالمية بدءا من فك ارتباط الدولار بالذهب في 15/7/1971 خلال عهد الرئيس نيكسون، ووصف هذا القرار في حينه بأنه اكبر سرقة في التاريخ، وتبعها ازمة الاثنين الاسود للبورصات والاسواق العالمية الى ازمة ( دوت كوم ) في بداية العام الفين، الى ازمة الرهونات العقارية لعامي 20006/2007، الى الازمة المالية التي كانت الاكثر عمقا وتأثيرا، ولم تفلح من الافلات من تداعياتها برغم محاولات ترحيلها الى الاقتصاد العالمي خصوصا في منطقة اليورو واليابان ودول الفائض المالي الاقليمي والعالمي.
المراقب والراصد المحايد لتطورات الدولار كعملة دولية يستطيع المقارنة مع الجنية الاسترليني الذي كان يوما عملة معيارية للتجارة الدولية عندما كانت بريطانيا العظمى (التي لا تغيب الشمس عن مستعمراتها) وعملتها مغطاة بالذهب، الا ان انخفاض حصة الجنيه البريطاني من الاحتياطيات العالمية دون 60%، وفقدت المملكة المتحدة دورها تدريجيا وانكفأت الى جزيرة تعيش بألم حلم الماضي.
إن تنامي دور الاقتصادات الصاعدة ( مجموعة بريكس) التي تحقق معدلات نمو سنوي يتحرك حول نسب 7%، ومعه تزداد مساهمتها في التجارة الدولية وتنامي حضور عملاتها بشكل مستدام، وتسعى لمزيد من الانفتاح على العالم تتجه الادارة الامريكية الى فرض الجمارك وبناء سدود وعقبات امام حرية الاقتصاد، وكان احدث تلك القرارات فرض رسوم جمركية على صناعات الصلب والالمنيوم الذي قد يشعل حربا تجارية بين امريكا ومجموعة بريكس في مقدمتها الصين، والذي يرتب تكاليف إضافية على الصناعات الامريكية ويحبط صادراتها ويضعف تنافسيتها في اسواق التصدير العالمية.. سقوط الامبراطوريات في التاريخ القديم والحديث يكون المحرك الاول لذلك السقوط فقدان العدالة وزيادة الظلم على الآخرين والتمادي على حقوقهم.

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news