jo24_banner
jo24_banner

قبر بشاهدين: التضحية بالمحبوب للفوز به

حلمي الأسمر
جو 24 : كتبت تقول: ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة.إذن يمكننا بالنسيان أن نشيّع موت مَن شئنا من الأحياء ، فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا. اقتباس من رواية «عابر سرير» لأحلام مستغانمي.

وكتب إليها يقول: انت طيلة الوقت كنت تبحثين عن أي مبرر لدفني حيا ، في مقبرة الذاكرة ، أنت تتهمينني أنني من أشباه العشاق ، ونسيت أنكِ كنت تهوين حالة العشق أكثر من العشيق ، ولهذا عندما اكتشفت أن هذه الحالة لم توافق مقياس العشق أو قالبه المسبق الذي رسمته في مخيلتك ، شرعت بحفر قبر للعشيق في مقبرة الذاكرة وهو لم يزل مضغة لم يزل يحتاج إلى المكوث في غرفة الخداج الغرامي ، كي يكتمل نموه ، ولكنك لم تصبري عليه حتى تكتمل أعضاؤه ، وفي الأثناء ، تم جرك لمعارك مبكرة تم التخطيط لها بشكل متقن ، وللأسف انسقت وراء المكائد التي أعدت لك ، ولي طبعا ، ولم تستمعي لنصائحي ، فحدث ما حدث، كفي عن لومي ، فمسؤوليتك عما جرى لا تقل بحال عن مسؤوليتي ، ولكن الفرق بيننا أنني أعترف بهذه المسؤولية ، أما أنت فلا ، وهذه مجرد محاولات يائسة لإراحة ضمير العشق لديك ، وتبرئته مما ارتكب من حماقات ، بحجة أنك (مش نسوان) في حين أنك كنت ضحية سهلة لعقلية التآمر التي تمقتينها،

أنا لا أستجدي شيئا ، بل إن ضمير المحب لدي في غاية الراحة ، لأنني بذلت كل ما يمكن كي أبقيك في منأى عن المكيدة ، ولكنك أصررت على الوقوع في عمقها، في حقيقة الأمر أنت لفقت قصة موت الحب ، ولو تسنى لك أن تقرئي بقية ما كتبت أحلام لفهمت ما أقصد ، تقول: بإمكاننا أن نلفّق لهم ميتة في كتاب ، أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلبية ، مباغتة كحادثة سير ، مفجعة كجثة غرق ، ولا يعنينا إن هم بقوا أحياء. فنحن لا نريد موتهم ، نريد جثث ذكراهم لنبكيهم ، كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم ، من هداياهم ، من رسائلهم ، من تشابك ذاكراتنا بهم ، وهذا ما حصل ، قتل عن سابق اصرار و ترصد ، و لو كان هذا القصد مستقرا في اللاوعي لديك.

وكتب أيضا: كنت تريدين مني أن أضحي بكل شيء ، كي (أفوز) بك ، في حين أنك لم تكوني مستعدة إلا أن تضحي بي لتفوزين بي، ولو قيض لك أن تمري بمقبرة الأحياء التي كتبت عنها أحلام ، ستجدين قبرا بشاهدين: الأول لك والثاني لي!

ردت عليه قائلة ، باقتباس آخر (أيضا!) : إن حباً نكتب عنه ، هو حب لم يعد موجوداً ، وكتاباً نوزع آلاف النسخ منه ليس سوى رماد عشق ننثره في المكتبات ، الذين نحبهم نهديهم مخطوطاً لا كتاباً ، حريقاً لا رمادا ، نهديهم ما لا يساويهم عندنا بأحد. الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير