jo24_banner
jo24_banner

سبعون خريفا من الاستقلال (2-1)!

حلمي الأسمر
جو 24 :

-1-
لا تخطىء العين حجم «الإنجاز» الذي حققه كيان العدو الصهيوني في فلسطين على غير صعيد، منذ سبعين عاما على نكبتنا، و»استقلالهم» ولكن هذا «الإنجاز» لم يزل مسكونا بهاجس «دويلة الحشمونائيم» التي لم تعش غير ما تعيشه عادة أصغر «حجة» فلسطينية مسنة (بضع وسبعون عاما!)..
قبل سنوات قليلة، رسم الشاعر العبري المعروف ناتان زاخ، صورة قاتمة لواقع ومستقبل الكيان، كان هذا خلال عام 2012، حيث تحدث عن «تآكل الهوية المشتركة وتحولها إلى حطام ستحتاج إعادة جمعه إلى مئات السنين، الأمر الذي يضع علامات سؤال كبيرة حول مستقبل هذه الدولة».
ويقول زاخ الشاعر والمحرر والمترجم والناقد في مقابلة مع صحيفة «معاريف- في 31/12/2011: «إن هذا الشيء الذي يدعى إسرائيل، شعب تجمع من دول مختلفة، أصحاب لغات مختلفة، ثقافات مختلفة وقيم وعادات مختلفة لا يمكن توحيدها تحت ضغط عدو خارجي».
وردا على سؤال حول أكثر ما يقلقه يقول «إنه غياب الأساسات المشتركة، فالدين وذكرى صهيون وحائط المبكى وسائر الرموز التي ساعدتنا على الصمود كشعب واحد، كلها اختفت ولا يوجد لدينا شيء منها»، مؤكدا «أن الأسس المشتركة تتهدم الواحدة تلو الأخرى، فحتى الجيش الذي اعتبر أكثر قاعدة موحدة يتشظى، مثل غيره من المشتركات الأخرى والمجتمع الإسرائيلي يتحول إلى شظايا متكسرة». زاخ قال في خاتمة قراءته لمستقبل إسرائيل إنه «لا يعتقد أن إسرائيل ستصمد طويلا»!
زاخ ليس شاذا في الحديث بشكل متشائم عن مستقبل الكيان، فثمة من هو أكثر تشاؤما منه، فها هو إبراهام بورغ رئيس الكنيست سابقا في مقدمة الذين يتنبؤون بـ»أن إسرائيل غيتو صهيوني يحمل بذور زواله في ذاته «ملحق هآرتس»، وكذلك الكاتب المعروف «ب.ميخائيل» يكتب في يديعوت عن «نهاية دولة إسرائيل تلوح في الأفق»، وكاتب إسرائيلي ثالث يتحدث عن «اقتراب انهيار الصهيونية». ورابع يقول «إن إسرائيل وجود مفتوح للجدل -ناحوم برنياع- يديعوت أحرونوت»، وخامس يتساءل: هل أوشكت «دولة اليهود» أن تكون «مشهداً عابراً -إبراهام تيروش- معاريف»، بينما شكك العالم الصهيوني الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، «إسرائيل أومان» باستمرار وجود الكيان العبري على المدى البعيد، مشيراً إلى أن «عدداً كبيراً، وأكثر مما ينبغي من اليهود لا يدركون لماذا هم موجودون هنا»، مضيفا «إذا لم ندرك لماذا نحن موجودون هنا، وأن إسرائيل ليست مجرد مكان للسكن فيه، فإننا لن نبقى»!
-2-
الأمر ليس متعلقا بأمانٍ وأحلام يحملها قلب عربي محروق قهرا من تنامي كيان العدو، وشيوع سلطته وامتداد مجاله الحيوي بصورة أخطبوطية في العالم كله، بل هو مبني على رؤى وقراءات استبطانية للظاهرة الصهيونية العابرة في فلسطين، ليس وفق ما نحب ونرى، بل وفق رؤى قادتهم ومفكريهم، وحتى خبراء العسكر لديهم، وهذا ما سنتحدث به غدا إن شاء الله تعالى، حيث نعرض لآراء ثلاثة من خبرائهم العسكريين، يرون ما لا يرى كثيرون، وفق معطيات ومعلومات علمية، وهؤلاء هم ثلاثة من كبار الجنرالات الصهاينة، يحذرون من سيناريوهات قاتمة تحيط بمستقبل الكيان، في ظل ما يسمونه: «الفجوات الكبيرة بين مختلف مكوناتها الاجتماعية»!

 
تابعو الأردن 24 على google news