لماذا لا يتضامن العرب مع البطش كتضامن أوروبا مع سكريبال؟
جو 24 :
بعد اغتيال الكيان الصهيوني عالم هندسة الطاقة الفلسطيني "فادي البطش" في ماليزيا، السبت، يثار التساؤل حول غياب تضامن العرب مع شهداء الغدر الإسرائيلي من العلماء الفلسطينيين، عكس ما فعلته أوروبا من تضامن من المملكة المتحدة ومواجهة روسيا بعد عملية فاشلة لموسكو باغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال بلندن.
واستشهد عالم وأكاديمي فلسطيني ينتمي لحركة حماس في عملية اغتيال مدبرة فجر السبت، بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، بعدما أطلق مسلحون النار عليه وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر.
وطرح الكاتب الصحفي، عبدالناصر سلامة، تساؤلا عبر صفحته بـ"فيسبوك"، قائلا: "متى يمكن أن يتضامن العرب في مواجهة عمليات الاغتيال الإسرائيلية للعلماء والأكاديميين".
نستنكر ونشجب وندين (كلاميا)
وفي تعليقه، بدا مساعد رئيس تحرير الأهرام الأسبق، أسامة الألفي، متهكما من استحالة حدوث هذا التضامن، متسائلا بسخرية: "هل رأيتهم (العرب) قبلا يتضامنون مع عمليات ممنهجة لإبادة شعبي العراق وسوريا وزلزلة وطنيهما؟؛ فكيف يحدث تضامنهم من أجل فرد؟".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف الألفي أن "رد الفعل العربي لن يتخطى سابقاته، قائلا: "لقد تعودنا أن نستنكر ونشجب وندين (كلاميا) كلما اغتيل عالم عربي".
وأكد أن "عمليات الموساد منظمة بدقة، بحيث لن تجد ماليزيا أي دليل على قيام الصهاينة باغتيال العالم الفلسطيني"، مشيرا إلى "سجل الموساد في اغتيال أكثر من عالم حافل"، موضحا أن "التركيز في معظم الحالات على علماء الطاقة، وهناك قائمة طويلة عريضة لهم منذ اغتيال سميرة موسى، ويحيى المشد".
"متورطون"
من جانبه، قال الأستاذ بجامعة سقاريا التركية، الدكتور مصطفى التميمي: "قبل الحديث عن التضامن العربي، لا بد من الحديث عن ثلاثة تساؤلات مهمة؛ الأولى: أين الحس الأمني لدى حماس؟ وإلى متى يبقى كوادرها وعلماؤها هدفا سهلا للموساد الصهيوني؟".
الأكاديمي الفلسطيني، أضاف لـ"عربي21"،"وثانيا: أين ردة فعل حماس وجهازها العسكري على الجريمة؟ وثالثا: أين التضامن الفلسطيني مع الشهيد وعائلته؟ ولماذا لم نسمع صوت السلطة والفصائل والقوى الفلسطينية؟".
وقال التميمي: "أما ما سميته بالتضامن العربي، فإن كنت تقصد التضامن الرسمي، فهم ذاتا متورطون في الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وكوادره، وعلى العكس المنتظر منهم التضامن مع العدو الصهيوني وتبرير جريمته".
من جانبه، أبدى الباحث في الشؤون الإسرائيلية لدى "مركز رؤية للتنمية السياسية"، صلاح الدين العواودة، سخرية من الموقف العربي، متوقعا أن "يقدموا التهاني لنتنياهو، بلا شك"، مضيفا: "ننتظر رد القيادة الفلسطينية"، متهكما بقوله: "لكن لا أعرف إن كانوا قد سمعوا عن الاغتيال أم لا".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار العواودة إلى انتقال أزمة غياب التضامن من القيادات للشعوب الصامتة على تخاذل وخيانات الحكام، وقال إن "الشعوب مغيبة تماما، فلا وسائل إعلام حرة ولا مراكز بحثية، لنعرف موقف الشعوب"، مشيرا إلى ما تم من تمزق في أفكار الشعوب العربية، موضحا أن "شعب السيسي مثلا يختلف عن الشعب المصري، وشعب بشار، وشعب عباس، كذلك يختلفان عن الشعب السوري والفلسطيني".
وحول طرق الرد على إسرائيل في غياب التضامن العربي، أوضح العواودة أن "الرد وظيفة المقاومة"، مضيفا: "لكن أيدي المقاومة مكبلة، خصوصا خارج فلسطين"، ومؤكدا أن "إيران نفسها لا تستطيع الرد على اغتيال علمائها؛ لأن إسرائيل محمية من المجتمع الدولي الظالم، لكن أعداءها ملاحقون".
ثمار العجز العربي
واعتبر الكاتب الصحفي المصري، أحمد إبراهيم، أن اغتيال العالم الفلسطيني "إحدى ثمار التقارب العربي الإسرائيلي"، مضيفا عبر "فيسبوك" أنها "جريمة تؤكد أن تل أبيب حصلت على ضوء أخضر من عواصم عربية وإسلامية لشن حرب اغتيالات ضد علماء ونوابغ الأمة، وربما حصلت على تسهيلات ومعلومات استخباراتية لتوسيع نطاق عملياتها من تونس للفلبين لماليزيا"، مؤكدا أن "إسرائيل تحصد ثمار العجز العربي والإسلامي".