لا صوت يعلو على صوت المعركة

جو 24 : اكد رئيس الوزراء عبدالله النسور ان القضية الفلسطينية هي القضية الاساس في المنطقة وان حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة مردها عدم ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وجاء ذلك خلال لقائه يوم الاثنين بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي ديديي رايندرس.

ما تفضل به رئيس الوزراء هو صحيح مئة بالمئة، لكنه لم يوضح لنا لماذا عجزت السياسة الاردنية من توظيف كل علاقاتها "الاستراتيجية" مع الغرب لدفع اسرائيل الموافقة على حل تتبناه الدبلوماسية الاردنية منذ عقود؟ الراهن أن النخب الحاكمة اخفقت في ايجاد مقاربة تسمح لها بالتأثير في القضية برمتها. غير أن عدم الاستقرار الذي تحدث عنه رئيس الوزراء لا تسببه اسرائيل فحسب، فكلنا نفهم أن اسرائيل هي عامل تعطيل في المنقطة، لكن ما الذي يمنع تطوير نظام شفاف وديمقراطي وناجح يعمل على تصليب المجتمع ويخلق هوية وطنية تسمح للمجتمع الدفاع عنها في حال استمرت اسرائيل في مواقفها العدائية تجاه القضية الفلسطينية؟

دأب العرب في السابق على ترديد مقولة "لا صوت يعلو على صوت المعركة." غير ان الواقع يشير الى ان الشعار كان يرفع لتبرير تغييب المواطن العربي عن صنع القرار، ونستذكر مقولة هامة لصاحب كتاب الحرب الباردة العربية مالكوم كير عندما قال أن العرب كان سيخلقون اسرائيل لو لم تكن موجودة. كان على رئيس الوزراء ان يتفهم أن التصدي للخطر الصهيوني الذي يستهدف الاردن اولا وقبل كل شيء يستلزم تقوية الجبهة الداخلية وهذا لا يتم الا من خلال ملازمة الحكم النظيف والديمقراطية الحقيقية.