هاتوا الرئيس ليرفع الاسعار
التقى رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة امس مع النواب المستقلين، بهدف الوصول إلى توافق لاختيار رئيس الوزراء القادم وفي الاخبار أن النواب المستقلين اشادوا بنهج المشاورات مع مجلس النواب، وصولا إلى اختيار رئيس الوزراء، معتبرين أن ذلك خطوة على الطريق الصحيح تسجل لجلالة الملك لبناء الأردن النموذج، ومؤكدين ضرورة إعادة الثقة بمؤسسات الوطن، التي هي السبيل لتعزيز هيبة الدولة.
لقد سئم المجتمع الاردني من مسرحية المشاورات التي لا يمكن ان تكون بديلا عن تمكين مجلس النواب اختيار حكومة للمرحلة القادمة، فالدستور ما زال يمنح الملك صلاحية تعيين رئيس الحكومة بصرف النظر عن رأي النواب، وفي الواقع يعتبر البعض ان المشاورات غير الملزمة ما هي الا مكرمة يمكن سحبها في اي وقت لأن الدستور لم ينص عليها ولا يمكن ان تشكل عرفا ثابتا. وكيف لرئيس الديوان الذي يعادل في رتبته موقع امين عام أن يشاور وينسب برئيس حكومة حسب فهمه للمشاورات والمداولات مع النواب؟!
سيكون للبرلمان رأي مستقل فقط ان تم تغيير المواد الدستورية المعروفة ومن دون ذلك فالمطلوب استثمار الوقت وتشكيل حكومة بدلا من لعبة التسلية غير الملزمة لاحد. فآخر ما نريده في الاردن هو المماطلة وخلق وهم الاصلاح وان البرلمان الذي انتخبه ثلث من يحق لهم التصويت انما يعبر عن خطوة هائلة في الاصلاح وانه لم يبق الا بعض الرتوش هنا وأخرى هناك. ما يجري ما هو الا محاولة ذر الرماد في العيون ويخفي خلفه موقف المركز الامني الذي ما زال يتمسك برتم العملية بدليل ان الاسماء المطروحة كلها كانت جزء في حكومات منها من زور الانتخابات ومنها من استهدف جيب المواطن، فأين هي ارادة المجلس المستقلة؟! نعرف ان رئيس الحكومة لن يخرج من الدائرة اياها فلا تضيعوا وقتنا ولا وقتكم وهاتوا برئيس الحكومة الذي سيرفع الاسعار بالتوافق مع المجلس!