jo24_banner
jo24_banner

عرب فلسطين 1948 بين الصديق الجاهل المساوي للعدو القاتل

عبدالله حموده
جو 24 :
بقيت قضية فلسطين بعد مرور (70) سنة على النكبة الفلسطينية حية في ذاكرة أبناء شعب فلسطين خاصة وأبناء الأمة العربية عامة من خلال بقاء (150.000) منهم داخل فلسطين وإبقاء قصة المهجرين من قراهم حية في ذاكرتهم ونضالهم وصمود أبناء فلسطين في الشتات عامة وأبناء المخيمات خاصة. فعرب فلسطين الذين وصل عددهم الآن إلى مليون ونصف فلسطيني هم شوكة حقيقية في حلق الصهاينة ولهم عذاباتهم ولكنهم صمدوا في بقائهم على أرض فلسطين رغم الطبيعة العنصرية الصهيونية الفاشية، ولهم أسلوبهم بالنضال من أجل إبقاء القضية الفلسطينية حية، محافظين على الذاكرة، مؤمنين بقضيتهم العادلة، وإنهم جزء من الأمة العربية. وإن القضية الفلسطينية هي قضية عربية في الأساس، وينظرون إلى الأمة العربية للخلاص. وبقوا تحت الحكم العسكري حتى عام 1966.
وبعد احتلال عام 1967 جرى اتصال بينهم وبين سكان الضفة الغربية وغزة. وهكذا التقى أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في الأرض الفلسطينية وتوحدوا في الجغرافيا الفلسطينية التاريخية. كذلك كان اللاجئون في الشتات يحافظون على ذاكرتهم وأبقوا القضية حية في عذابات المخيمات وعذابات الأنظمة. ورغم أن وكالة الغوث حاولت أن تمرر عدد من مشاريع التوطين إلا أن الشعب العربي الفلسطيني أفشلها تماماً كما تقول كراسة وكالة الغوث التي صدرت في جنيف في 1986. ومن المهم أن نذكر أن الفلسطينيين أصبحوا يستثمرون في التعليم داخل فلسطين وخارجها. وبرزوا في كثير من الحقول، وفرضوا أنفسهم أكبر من حجمهم السكاني في داخل الـ 1948، فعدد الصيادلة العرب الفلسطينيين الذين يمارسون المهنة وصل إلى 34% من مجموع الذين يمارسون المهنة في منطقة الـ 1948. وكذلك في مختلف الحقول في الطب، التمريض، المحاماه، التاريخ والعلوم الاجتماعية. وأخذوا دورهم بفضل تفوقهم لا منة من أحد، بينما كان دور الأنظمة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية في الخارج ومنها قيادات الفصائل مُهملة عرب الـ 1948.
والآن، وبحكم الدور النضالي الذي يقومون به في كافة المجالات صرنا نعرف منهم طبيعة العدو الصهيوني أكثر فأكثر وخاصة أن الذين يعملون أساتذة في الجامعات العبرية ويطلعون على الأرشيف الصهيوني ويقدمون المعرفة الحقيقية لأبناء شعبهم. فمثلاً عرفنا منهم وبخاصة كتب الدكتور مصطفى كبها الذي نشر في كتابه "أسرى بلا حراك" أن الصهاينة قاموا باعتقال وأسر (12000) فلسطيني داخل الـ 1948 في عام 1948. وهناك تنظيم (عدالة) والذي كان رئيسه السابق المؤرخ الدكتور محمود يزبك – مدرس التاريخ في جامعة حيفا، حيث يقدمون خدمات قانونية بحكم معرفتهم بالقوانين الإسرائيلية والجغرافيا الفلسطينية مثل قانون أملاك الغائبين ومصادرة الأراضي وطبيعة المناهج الصهيونية العنصرية والمجازر الصهيونية وغيرها من القضايا. والدكتور جوني منصور أستاذ التاريخ في حيفا، وأليف صباغ والمحامي واكيم واكيم ورجا إغباريه والمعلم فتحي فوراني ومعهم المناضل أيمن الحاج وغيرهم.
وهكذا فإن علينا الاستفادة من علمهم بمعرفتهم الحقيقية للعدو بحكم البقاء في أرض فلسطين رغم كل العذابات التي يعيشونها وهي كثيرة جداً جداً. وواجب كل الشرفاء في الأمة العربية عامة وأبناء شعب فلسطين في الشتات تحيتهم على نضالهم لأنهم يرفضون الرواية الصهيونية للنكبة ويقدمون البديل العلمي والتاريخي للرواية العربية للنكبة. وهم الذين قاموا بأجسادهم العارية ضد مصادرة الأرض وخاصة في مظاهراتهم في 30 آذار 1976 حيث قدموا الشهداء رافضين مصادرة أراضيهم. وها نحن نحتفل كل عام بهذه المناسبة الجليلة المعمدة بدماء أبناء عرب فلسطين 1948. فمن تضحياتهم نستلهم أشكال النضال لإبقاء القضية الفلسطينية حية. ويجب أن نتذكر أن الشعب العربي الفلسطيني مثله مثل أي شعب في العالم وخاصة الذين بقوا صامدين في أرض فلسطين 1948 يريدون أن يتعلموا سواء في المدارس أو في الجامعات، ويريد أن يعمل كي يعيش بكرامة، وهو مضطر لمتابعة أعماله الحياتية ضمن مؤسسات العدو الصهيوني ثمناً للبقاء في الأرض المغتصبة. كذلك المواطن العربي في فلسطين 1948 بحاجة إلى الصحة والتعليم ومتابعة موضوع الأوقاف الإسلامية والمسيحية ومصادرة الأراضي، وعليه بالتالي التصادم اليومي مع العدو الصهيوني للبقاء في الأرض الحبيبة.
ولذلك يجب أن نشعر دائماً بالفخر والاعتزاز مع صمود شعبنا في فلسطين 1948، ومنهم صدر منهم كبار الشعراء والأدباء والروائيين والذين علمونا أيضاً الصمود الحقيقي وحب الوطن مهما كلف مثل تنظيم الأرض الذي أسسه صالح برانسي ومنصور كردوش وغيرهم، وكذلك حركة أبناء البلد وتنظيم كفاح الذين يرفضون التعامل مع الكنيست الإسرائيلي ويصرون على أن القضية الفلسطينية قضية عربية وأن العدو الصهيوني عدو للأمة العربية وهم بذلك يحافظون على بقاء القضية الفلسطينية حية في ارتباطهم العضوي مع الأمة العربية خاصة بتبنيهم العلني والواضح للرواية العربية مقابل الرواية الصهيونية، ويعتبرون الاستعمار هو الذي أوجد الحركة الصهيونية. وإن الاغتصاب الصهيوني لفلسطين زائل مهما طال الزمن.
ومن هنا، علينا أن نتعامل مع أبناء شعبنا في فلسطين 1948 ضمن المعايير التالية:
1- أن لا يُروّج للتسوية وخاصة الاتفاقيات الاستسلامية مع العدو الصهيوني الغاصب.
2- أن يرفض تجنيد العرب في المؤسسة العسكرية الصهيونية.
3- أن لا يكون شريكاً ليهودي إسرائيلي في عمله التجاري.
4- أن يكون مؤمناً بحقنا في التحرير والعودة. لأن حق العودة مقدّس (الجمعي والفردي) ولا يبطل بالتقادم.
5- الإيمان بعروبة القضية الفلسطينية باعتبار الخطر الصهيوني خطر على الأمة العربية جميعاً.

على ضوء هذه المعايير نرحب بمثل هؤلاء الكوادر ونستقبلهم ونتعلم منهم، وبهذا نوحّد نضال الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات مع أبناء أمتهم العربية وأحرار العالم وصولاً لتحرير فلسطين مهما طال الزمن.
تابعو الأردن 24 على google news