فوائد استقرار اسعار النفط ..
خالد الزبيدي
جو 24 :
تحرك اسعار النفط ضمن هامش ( 60- 70 ) دولارا للبرميل يفيد الدول المنتجة والمصدرة للنفط والمستهلكة ويساعد الاقتصاد العالمي للنمو في معدلات مريحة، ويسمح للدول المنتجة تطوير مشاريعها المختلفة وتمويل موازناتها السنوية وتحفز الدول للتنقيب والاستكشافات البترولية، وضمان استقرار الامدادات النفطية للاسواق الدولية من جهة، وتسمح لحركة معتدلة للانشطة التجارية بإعتبار النفط سلعة استراتيجية وهي بمثابة شريان للصناعة من جهة اخرى.
خلال منتصف عقد ثمانينيات القرن الماضي خاضت الدول الصناعية المستوردة الكبرى للنفط، والدول المنتجة حروبا من نوع خاص، فالدول الصناعية التي اطلقت مؤسسة دولية لترشيد استهلاك الطاقة بعد حرب رمضان / اكتوبر في العام 1973، ونجحت في تخفيض الطلب، وانعكس ذلك على الدول المنتجة والمصدرة للنفط لاسيما ( اوبك) التي خاضت حروبا قاسية مع دول في المنظمة وخارجها وانخفضت اسعار النفط لمستويات حول خمسة دولارات للبرميل، وافضى الى عجوز في موازنات الدول النفطية وتحقيق خسارة كبيرة بين الدول المنتجة وسط تحذيرات كبيرة في تعطل مشاريع تطوير حقول النفط بما يؤدي الى صدمة كبيرة في اسواق النفط الدولية.
وفي صورة مشابهة واقل سوداوية انخفضت اسعار النفط من مستويات 147 دولارا للبرميل الى دون مستوى 20 دولارا اواخر العام 2008، وهذه التحركات السريعة مؤلمة للمنتجين والمستهلكين وترهق الاقتصاد العالمي وتبطئ استدامة نمو الاقتصاد العالمي، علما بأن الارتفاع الشاهق لاسعار النفط غير مبرر إقتصاديا، كما ان الانخفاض الحاد غير مبرر، فالامدادات البترولية لم تتعطل برغم التقلبات الاقتصادية والسياسية.
تحركات اسعار النفط تتأثر بالتقلبات والتطورات الامنية والسياسية، وغالبا ما تكون وقتية تزول مع انتهاء تلك التطورات، اما الطلب العالمي وهو المحرك الاهم فلم يشهد منذ اكثر من عشر سنوات ارتفاعا مؤثرا، خصوصا وان زيادة الاعتماد على الغاز المسال في الاسواق الدولية لاعتدال اسعاره وضعف تأثيراته على المناخ، إضافة الى تنامي الاعتماد على الطاقات البديلة (المتجددة) ونجاح الصناعة في ترشيد استهلاك الطاقة في الانشطة الاقتصادية بشكل عام.
اردنيا برغم محدودية استهلاك الطاقة في كافة مناحي الحياة بالمقارنة مع الدول الاخرى، الا ان استيراد الطاقة بالاسعار الدولية يضاف اليها نسب ضريبية مرتفعة تدعو الحكومة الى تشجيع استهلاك الطاقة المتجددة الرخيصة الثمن والصديقة للبيئة لاسيما وان جنوب الاردن يصنف من افضل مناطق العالم لانتاج الطاقة بالاعتماد على الشمس، وزيادة الانشطة الرامية الى تنويع مصادر الطاقة لاسيما النظيفة والمنخفضة الثمن بما يعود بالمنفعة على المجتمع والاقتصاد الاردني.