يوسف العيسوي .. الأمين الذي لا ينحني تعبا
جو 24 :
كتب العقيد الركن المتقاعد محمد الشعلان - ذهبت كغيري من محبي رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي، لنقدم المباركة بمنصب، رئاسته للديوان الملكي العامر. بعد أن شغل لسنوات طويلة، منصب الأمين العام . وشاهدت الفرح والطمأنينة في عيون المباركين، وكان كل شخص بهم يعتبر هذا المنصب تكريما لمحبي العيسوي.
الرجل الذي تخطى السبعين من العمر، ما زال واقفا صلبا، يسلم على جميع القادمين، ورأيت كيف السبعين من العمر تكون وكأنها ما زالت اقل من أربعين، النشاط ، والاندفاع ، والحيوية ، ومحبة الجميع، والتساوي بالمصافحة . مع كل مهنئ ،و لا أبالغ ، ولا أضع إنشاء لكلام منمق بل اصف حالة، تجعلك دوما تقول ما احكم حكامنا الهاشميين باختياراتهم.
وقد قرأت سجالات ومعلومات على صفحات (الفيس بوك وتويتر)، وما تناقلته مجموعات ( الواتس اب)، وكل نقد كنت أقراه ازداد .. حبا وفخرا بالعيسوي. فكتبوا أن شارعا فتح لأجل بيته في منطقة بدر وشاهدت الصور فصفقت وقلت الله هذا هو الأمين حقا.. فكان بجانبي ابني فقال ما لغت انتباهك يا أبتي ؟
فقلت : لأني أتخيل أن أمين عام الديوان يبني بيتا بمنقطة مقطوعة . وليس بأرقى مناطق دابوق ودير غبار.. وبيت كان ينقصه فتح شارع أي أن قطعة أرضه بمنقطة لم تصلها كل الخدمات والشوارع..!! ... وأتعجب أنا الضابط الذي تقاعدت من الجيش العربي كيف اعتبروا هذه منفعة بينما هي دلالة على رجل. بحث عن بيت بعيد عن كل الشوارع والأحياء الباهظة ..وسكن كما يسكن عامة الناس منتظرا خدمة فتح شارع يوصل إلى بيته .
كل الذين جاءوا الى الديوان الملكي من المؤسسة العسكرية، أدو أداء رائعا ، فالديوان الملكي حساسية عالية ، جدا، فهذا بيت الملك الهاشمي. هنا لا يرد خائب ، وهنا ترفع الأمور، وتحل المعضلات، وتخرج المكارم، ويأت الجميع االى حاجب الملك، وهذه المهمة تحتاج إلى دقة وانضباط وخبرة واسعة جدا، وأمانة يتقنها من وضع الشعار على رأسه، ومن اعتاد على الجهزوية الكاملة. و الرجل بحق رجل المهام الصعبة منذ 50 عاما.
وعندما يختاره جلالة الملك عبدالله ، بهذه الظروف، الحرجة، فهذا يدل على ثقة قائد البلاد، باستمرارية القدرات، والعزيمة، والتي صعب أن يملكها رجل ، دون أن يسمح لكبر السن أن يضعفها أو يحرمها منه.وقد تميز دوما بكل مشروع صغير او كبير اشرف عليه وتابعه ، كمكرمة ملكية.
المتمعن بتاريخ يوسف العيسوي عسكريا، وإداريا، في الجيش العربي، يجد أن الرجل موسوعة حقيقية ..عن كل ما يخص الوطن، وعمله بمبادرات الديوان وكأمين عام أيضا، أعطاه معرفة إضافية، بعلاقة الديوان مع الشارع دون التعارض مع ولاية الحكومة، ومتى يكون الإصلاح ، من الديوان الملكي، ومتى يشار إلى الديوان الحاضن لكل شيئ ، دون التعارض مع المؤسسات الحكومية.
في لحظات صعبة ومكثفة، لا يوجد مجال، سوى للعمالقة والخبراء، الذين لهم نصف قرن، من النجاح وراء النجاح، وهذا الارتياح الذي رايته بعيون المهنئين، أعطى طمأنينة واسعة، لهم ولكل من يعتبر الديوان مقرا لمن يريد أن تكون شكواه للملك، ففي دولة مثل الأردن الديوان مؤسسة متجذرة بكل الوطن، والعيسوي ابن الجيش والشارع، وجبل الحسين، والزرقاء والعقبة واربد، والديوان يأت اليوم بمهمة تكليف عالية الخطوات، وليعطي رسالة كثيرة الوضوح . أن لا راحة لمن حظي بثقة الملك .. ولأن جلالته يركز دوما .. على العمل الميداني فاليوم في رئاسة الديوان من سار في الوطن شارعا شارعا.
كان الله معك يا معالي رئيس الديوان يوسف العيسوي، ومهما كتبت وتوسعت لن اختصر 50 عام من الأمانة العسكرية والإدارية.








