jo24_banner
jo24_banner

محللون يحذرون من التعاطي مع صفقة القرن: مصير الأردن مرتبط بالقضية الفلسطينية

محللون يحذرون من التعاطي مع صفقة القرن: مصير الأردن مرتبط بالقضية الفلسطينية
جو 24 :
عبدالرحمن ملكاوي - حذّر محللون سياسيون من خطورة الاستسلام للتسوية التي تطرحها الادارة الامريكية للقضية الفلسطينية فيما يُصطلح على تسميتها "صفقة القرن"، لافتين إلى أن الأردن سيكون أكبر المتضررين فيما إذا جرى تمرير الصفقة.

ولفت أساتذة العلوم السياسية إلى أن تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، حول صفقة القرن جاءت في اطار التمهيد والتسويق للصفقة لدى الرأي العام الدولي، وبخاصة الفلسطينيين والأردنيين، من أجل القبول بها، حيث قال كوشنر "إن الصفقة الفعلية هي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الخطة الاقتصادية التي نعمل عليها يمكن أن تظهر ما يأتي كجزء من صفقة عندما يتم تحقيقها مع بعض الاستثمارات الضخمة التي تمتد إلى الشعبين الأردني والمصري ايضا".

بني سلامة: مصير الأردن مرتبط بالقضية الفلسطينية

أستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمد بني سلامة، أكد من جانبه خطورة تقديم الجانب الأردني أي تنازل في هذا الاطار "فالواقع يقول إن مصير الأردن مرتبط بالقضية الفلسطينية"، محذّرا في ذات السياق من خطورة التضحية بما تحمّله الشعب والنظام الأردني على مدار العقود الماضية نتيجة الصراع العربي الاسرائيلي.

وأكد بني سلامة على أن المرحلة الحالية تقتضي من الأردن أن يكون أكثر ديناميكية وقدرة على تنويع خياراته، مع الايمان بكون أي عملية سلام لن تكون حقيقية إذا لم يكن الأردن طرفا فيها.

وقال بني سلامة إن وقوع الأردن بين فكي كماشة "الظروف الاقتصادية الصعبة، والضغوطات من الدول الشقيقة والصديقة"، تفرض على النظام السياسي أن يعيد ترتيب أوراقه وتنظيم البيت الداخلي، بما يضمن تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية، مؤكدا أن هذا الامر يحتاج إلى رجال دولة قادرين على تحمّل مسؤولياتهم في هذه المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ ومسيرة الدولة الاردنية.

وأبدى بني سلامة تخوّفه من أن يتفاجأ الأردن بكونه "آخر من يعلم كواليس هذه الصفقة والقضية"، معللا ذلك بكونه "أكثر ما يُضعف موقف الأردن الذي يُعتبر شريكا أساسيا ولا يمكن الاستغناء عنه في صفقة القرن أو غيرها".

 
ولفت بني سلامة إلى أن اتفاقية وادي عربة لا تنصّ فقط على تولّي الأردن دور رعاية المقدسات بل له دور محوري و مركزي في مفاوضات الحل النهائي، مشيرا إلى أن صفقة القرن تُطرح على أنها "الحل النهائي للقضية" وبالتالي وبموجب اتفاقية وادي عربه فلا يجوز تغييب الاردن أو تهميشه، وإلا فإن ذلك يكون انتهاكا واضحا لمعاهدة وداي عربة.

وحول تصريحات كوشنر، قال بني سلامة إنه بدأ التسويق العلني للصفقة من خلال استغلال ظهوره الاعلامي في إحدى الصحف العربية، وقد كانت رسالته واضحة من خلال ربط المساعدات الاقتصادية الأمريكية بالجلوس على طاولة المفاوضات والتوقيع على صفقة القرن.

وبالرغم من قوله إن توقيت طرح صفقة القرن يعتبر الأمثل "لكون معظم الدول العربية تعاني أوضاعا اقتصادية وسياسية صعبة"، إلا أن بني سلامة أكد وجود تحفّظات كثيرة لا يمكن للجانب الأردني أو الفلسطيني التنازل أو التفاوض عليها "لكونها تمسّ عقيدته، ولها رمزية خاصة في نفوس الشعبين الأردني والفلسطيني".

المومني : سياسة العصا والجزرة..

من جانيه، رأى أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن المومني أن مستشار الرئيس الأمريكي، كوشنر، بدأ مؤخرا توجيه رسائله إلى الرأي العام الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام، إلى جانب تواصله غير المباشر مع المسؤولين الفلسطينيين تمهيدا للاعلان عن صفقة القرن، مشيرا إلى أن ما نشهده في الفترة الأخيرة يكاد يكون أقرب لـ "تسويق الصفقة" التي اقتربت من نهايتها.

وقال المومني إن كوشنر بدا كمن يمسك "العصا والجزرة"؛ فتارة تراه يمتدح رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وأخرى ينتقده، مرجّحا أن تتوجه الولايات المتحدة إلى انتاج قيادة بديلة لعباس لديها استعداد للتعاطي مع "الصفقة" الأمر الذي يستوجب على عباس أن يواصل توجيه رسائل من شأنها الحدّ من تلك التهديدات الأمريكية التي تصله.

وأكد المومني على أن الغموض لا زال يحيط بصفقة القرن، والتي لا بدّ أن يكون هناك تحفّظات كثيرة عن اعلانها، وعلى رأس تلك التحفظات "القدس، اللاجئين، المستوطنات، وقطاع غزة".
 
تابعو الأردن 24 على google news