الرئيس والأردنيون في مأزق..
بألم تابعت كلمات عدد من النواب في الرد على بيان الثقة واشفقت على رئيس الوزراء وهو صاحب عقل راجح ويد نظيفة وإرث ورصيد وطني وقومي وإنساني كبير للدكتور الرزاز، وهو يستمع الى كم هائل مما يعانيه الاردنيون في كافة المحافظات، والى حكومات متعاقبة أدارت ظهرها ردحا من الزمن للمواطنين وتطلعاتهم، وربطت سياساتها بأجندات خارجية اولا وثانيا، وربما انتبهت للاحتياجات الوطنية، وكان من نتيجة ذلك ما وصلنا اليه تنمويا ومعيشيا وماليا، من بطالة وفقر ودين عام وسط مسلسل من الاخفاق دفع ثمنه عامة المواطنين الى احباط وانكفاء، وتحولت لقمة العيش اكبر هم المواطنين ونسينا عنوة الكرامة والقومية وخططنا للمستقبل، فقد انشغلنا بتوافه الامور وتغليبها على ما فطرنا عليه.
بالامس اشتريت حليبًا ( مكمل غذائي ) يستهلكه مرضى السرطان لمساعدتهم على التعافي، ووجدت ان هذا المكمل الغذائي قد فرضت الحكومة عليه ضريبة مبيعات بنسبة 16%، فالمريض يحتاج شهريا لثلاث كرتونات صغيرة قيمتها 184.5 دينار منها 25.47 دينار ضريبة مبيعات، وهناك الكثير من السلع الغذائية الضرورية اخضعت لضريبة المبيعات بنسبة 10% كان معظمها اما معفاة او عليها ضريبة 4%، وهذا السلوك الضريبي يتنافى مع ابسط الوظائف الاقتصادية والمالية والاجتماعية للضرائب، وانما هي جباية شرسة على عامة الاردنيين فقراء ومتوسطي الحال واثرياء.
الثقة بما طرحه الرئيس الرزاز في خطاب الثقة يحتاج لقرارات حكومية فورية وجوهرية تعبر عن مضمون ما طرحه امام مجلس النواب، بدءا من الغاء الضرائب عن الاغذية التي يعتمدها المواطنون لاسيما الفقراء ومتوسطي الدخل، والادوية والمستلزمات الطبية التي طالت الابر والقطن والمعقمات وغيرها، والمكملات الغذائية الضرورية للمرضى، حتى يطمئن المواطنون الى الرئيس الذين علقوا عليه آمالا كبيرة، لكن تشكيلة الوزارة لاسيما الفريق الاقتصادي شكّل صدمة كبيرة للمراقبين والعامة.
البداية العرجاء للفريق الوزاري الاقتصادي شكّلت صدمة مبكرة للاردنيين، حيث شكل طرح افكار لقانون ضريبة الدخل تحمل نفس القانون السابق الذي خلع الوزارة السابقة في احتجاجات الدوار الرابع، كما ان مواصلة رفع اسعار الكهرباء بشكل فج وتبريرات غير مقنعة لاي مراقب، وشفافية الطلاسم التي طرحتها وزيرة الطاقة والثروة المعدنية اثارت حفيظة الجميع، وكما يقال بالمثل الشعبي ..( اجت تكحلها عمتها )، فعلى الرئيس ان يبدأ بالملفات الساخنة في مقدمتها الضرائب التي دفعت التضخم الى مستويات عالية، واضرت بمناخ الاستثمار المحلي الذي فقد القدرة على استقطاب استثمارات حقيقية جديدة.. الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك..وكان الله في عون الرئيس والاردنيين في هذا المأزق الكبير.الدستور