jo24_banner
jo24_banner

بين يدي الرئيس و على طاولة الوطن ؛؛

يارا الغزاوي
جو 24 :
‏نعم سيدي الرئيس لقد أنهك المواطن تماما؛ ولقد أضناه التعب؛ وازدادت عليه المشقة وثقلت أرضه عليه بما رحبت.

لقد هرم المواطن قبل أوانه؛ الحليم فينا قد أصبح حيرانا أينــما يمّــمت رأيت الشك بألف جناح يرفرف.. ورأيت ثمة تشاؤما يغزو وجوه الأردنيين .

إن الوطن قد شاخ وما أخطر أن تشيخ الأوطان يا دولة الرئيس .

فقد غزا البياض محياه ؛ فالوطن لا يقبل القسمة على اثنين ولا يقبل التلون؛ ولا يرضى على نفسه أن يقبع في تلك البقعة الضيقة بين اللونين الأبيض والأسود فإما هذا وإما ذاك.

الشك والتشاؤم من قبل المواطن الأردني المغلوب على أمره لصالح فئة عبثت وما زالت تعبث بمقدرات وثروات الوطن قد أصبح موجعا فإذا تألم الجسد ولم يجد الدواء المناسب فإما أن يهوي مغشيا عليه وإما أن تنتقل عدواه فيصبح ذلك الألم أشد فتكا وخطرا بأي مجتمع كان .

إن سقوط المبادئ والقيم والأخلاق في وادي النسيان ما هي الا علامات تعلن إعلانا سافرا، إعلانا حقا بشيخوخة أي وطن..

والسؤال هنا ؟؟؟ من وما وراء هذه الصور الكئيبة التي نراها قد غزت وطننا الجميل وطن العز والكبرياء وطن الجباه السمراء ؟؟؟

إنها سياسات الجهل والتفقير والتجويع وإثقال الكاهل بلزوم ما لا يلزم ودهس الكرامة وقتل الإرادة ووأد الحرية وإفراغ الدين من كل مقدس بالأيادي الأنانية المستعلية التي لا تحب لإنسان هذا الوطن والوطن معا اي رفعة أو نهضة بل تكتفي هي بالغنيمة.

إننا نعيش عقلية القطيع التي تمشي مشي الموتى الأحياء تحت نعالها.

ولكن يا للعجب كيف يشيخ وطن لبناته شباب على شباب حتى أصبح كسمك يتخبط خارج الماء.. خارج الزمان.. خارج المكان، وطن يعيش الانفصام بإختصار.

هذا الوطن الفواحة بساتينه لو سقيت بحق بذمة وضمير ما وصل إلى هذه الحالة المتردية على كافة الأصعدة ؛ لكنه كان وسيبقى بمشيئة الله زرقاء سماءه؛ شامخة قممه ؛ يزخر بقامات إنسانيه لو أعطيت الفرصة الحقيقية لنهضت به دون تردد ودون مطالب دنيوية.

إننا كشعب وكوطن بحاجة إلى تلك النهضة والتي تعني الولادة مرة ثانية، فهل يتحمل الوطن المنهك المخاض ليعيش تلك الولادة الثانية.

لن نقارن الماضي بعد اليوم بالزمن الحاضر لأن في الحاضر قُـضِي على الإنسان أن يكون حرّا ويعيش حرّا

لنتذكر: أحلى معنى للحرية: أنت حر ما لم تضر..... وها نحن نرى ما شاء الله هذا المثل يطبق على تراب هذا الوطن لا أنت حرّا ولا ما يحزنون.

نريد أفعالا لا أقوال ؛ نريد حقائق لا خطابات رنانة ؛ نريد مصداقية وشفافية لا نريدها قصصا خيالية؛ فقد مللنا القاص والقصص .... لم يعد الطفل في وطني يحمل الكتاب بيده قبل أن ينام أو ينتظر تلك الحكاية...... بل أصبحت ترافقه التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني الرحب لتزوده بقصص وروايات ليس لها أي نهاية .


تابعو الأردن 24 على google news