اللحظة التاريخية الفارطة
التغيير هو اقتناص لحظة تاريخية معينة. وصدق الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقوله: "إغتنموا الفرص، فإنها تمر، مرّ السحاب".
لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، من بعد تفويت، اغتنام اللحظة التاريخية، لإحراز التغيير.
هذه اللحظة... جوهر التغيير... تشمل مناحي الحياة العديدة. مثلا: يُمثـِّل الشاب، المرحوم، محمد البوعزيزي لحظة تاريخية، قادت للتغيير في تونس. كم شابا عربيا قلّد البوعزيزي، وحرق نفسه بعده، ولكن لم تتشكل لحظة تاريخية، مماثلة، للتغيير في بلدانهم.
كذلك ما جرى مع الرئيس التنفيذي الحالي لبنك البحرين والكويت عبدالكريم بوجيري. قرأتُ في سيرته المنشورة، مؤخرا، أنه قرّر في عام 2001، الانتقال، من وظيفته العادية، ببنك الخليج، إلى بنك البحرين والكويت. وعاما بعد عام، ترقى، إلى أن أصبح الرجل التنفيذي الأول، بهذه المؤسسة المصرفية البحرينية الناجحة (80% من رأسمال البنك بحريني، و20% كويتي. افتتح عام 1972 بالمنامة، وبعد 6 أعوام افتتح فرعا بالكويت).
اللحظة التاريخية للتغيير لا تُنسَخ، ولكنها تُغتَنم أو تُصنع.
ما يجري من أمور، حولنا، يدور، غالبا، حول إصرار على استعادة لحظة تاريخية فائتة أو "فارطة"، حسب المتداول في أدبيات الأعزاء بالمغرب العربي.
يتعين على دعاة التغيير في الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، وغيرها، الاستعداد إلى لحظة تاريخية جديدة أو العمل على صنع لحظة تاريخية أخرى بدلا من الجري، وراء، لحظة تاريخية، تبخّرت.
تيار
"هناك لحظة نكره فيها الكذب، أشد الكره، إنها اللحظة، التي يكذب فيها أحدهم علينا!".
كوليت خوري
راشد الغائب
كاتب وصحافي من مملكة البحرين