لُقبت بالأميرة «ياسمين» وكرَّست وقتها للأعمال الخيرية وحقوق المرأة، واختيرت ضمن أقوى 100 امرأة خليجية.. من هي أميرة الطويل الزوجة السابقة للوليد بن طلال؟
جو 24 :
في حفل الزفاف الملكي البريطاني الخاص بالأمير وليام وكيت ميدلتون في عام 2011، تحضر الحفلَ فتاةٌ عربية سعودية الجنسية، ترتدي فستاناً تتحدث عن أناقته كثير من وسائل الإعلام العربية والغربية على حد سواء، وتصنفها بعض قوائم الأزياء بأنها كانت الأكثر أناقة بين المدعوّات إلى الحفل الملكي. وبسبب جمالها العربي الهادئ، شبَّهها البعض بأميرات ديزني، وتحديداً بالأميرة ياسمين في قصة علاء الدين، وهي إحدى أميرات ديزني.. ابنة السلطان التي أحبَّت علاء الدين. كانت هذه هي أميرة الطويل. الفتاة هي أميرة بنت عيدان بن نايف الطويل العتيبي، المعروفة في الإعلام الدولي والمحلي باسم الأميرة «أميرة الطويل»، وهي أميرة سعودية معروفة بأعمالها الخيرية ونشاطها التطوعي على نطاق واسع، ومعروفة أيضاً بزواجها بالأمير الوليد بن طلال، كما يُتردد أن ثروتها قد تجاوزت 18 مليون دولار. قبل هذا المشهد بنحو 28 عاماً، ومن قلعة وندسور في بريطانيا إلى الرياض بالسعودية، هنا امرأة سعودية تتزوج بعضو في بيت آل سعود، ثم يحدث انفصال بينهما بعد أن يكونا أنجبا ابنتهما في عام 1983.. تحارب الأم لكي تحتفظ بابنتها، وتقوم بتربيتها في بلدة آبائها وأجدادها بالرياض، تلجأ الأم إلى حبس الفتاة في البلدة إذا استلزم الأمر ذلك، ويتحقق للأم ما أرادت، تكبر الابنة أمام عينيها وتلتحق بجامعة نيوهافن الأميركية وتتخصص بمجال إدارة الأعمال، الذي تتميز في دراسته وتتخرج في الجامعة بتقدير «امتياز». تسير حياة الفتاة، التي هي الأميرة «أميرة الطويل»، هادئة وطبيعية حتى عمر الثامنة عشرة، لتتحول حياتها في هذا العمر من فتاة بسيطة من الطبقة الوسطى تخاف والدتها عليها من الهواء، وتحلم أن تعمل طبيبة متخصصة بجراحة القلب قبيل دراستها إدارة الأعمال، إلى امرأة سيتحدث العالم عنها وعن زوجها وعن إنجازاتهما الخيرية والمهنية، حيث تذهب الفتاة لمقابلة الأمير الوليد بن طلال، وهو رجل أعمال سعودي، يُعد من أكبر المستثمرين في العالم ومن أكثر الشخصيات العالمية ثراء، وهو أيضاً الابن الثاني للأمير طلال بن عبد العزيز. بالكاد استطاعت الفتاة أن تؤمّن معه موعداً مُدته لا تتعدى 10 دقائق، لأمر يتعلق بإحدى المهام الدراسية المُكلفة إياها الفتاة.. يطول وقت المقابلة، تتخطى الساعة وتصل حدود حديثهما إلى الساعة الثانية، دون أن يشعر الأمير الثري الشهير بأن لديه أعمالاً أخرى عليه إنجازها، فما حدث ببساطة هو شيء أكبر منه، فخلال المقابلة اشتعلت شرارة الحب الأولى بينهما رغم فارق العمر الذي يصل إلى نحو 28 عاماً، وليحدث الزواج بينهما، وهي الزيجة الرابعة للأمير بعد فشله في 3 زيجات سابقة.
زواجها بالوليد بن طلال وكثير من الأعمال الخيرية والاجتماعية
بعد زواجها بالأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، شاركت أميرة الطويل في أعماله الإنسانية التي يقوم بها؛ ففي عام 2009 شاركت في تأسيس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية المعروفة الآن باسم «الوليد للإنسانية«. وفي عام 2010، أصبحت نائباً لرئيس مؤسسة الوليد، وتهدف مؤسسة الوليد إلى التخفيف من معاناة عامة الناس، والتبادل الثقافي العالمي، وتكريس تمكين المرأة، وتوفير الإغاثة الطبيعية للكوارث بالبلدان العربية المجاورة، وتعزيز التفاهم بين العالم الإسلامي والغرب، كما أسست المؤسسة مراكز للدراسة في جامعة هارفارد وجامعة جورجتاون وجامعة إدنبره؛ والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية بالقاهرة.
كان الوليد بن طلال يعتمد كثيرًا على زوجته السابقة أميرة الطويل في إدارة مبادراته الخيرية
في عام 2011، افتتحت الطويل رسمياً مركز الأمير الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية في جامعة كامبريدج، بحضور الأمير فيليب، دوق إدنبره، وهو ما قد يفسر احتفاظ العائلة الملكية البريطانية بصداقة متينة مع الأميرة «أميرة» رغم انفصالها عن زوجها الوليد بن طلال، ربما نظراً إلى ارتباط «الطويل» بعدة أنشطة في إنكلترا، فالصداقة بين العائلة المالكة وبينها لطالما شهدت عمقاً ملحوظاً منذ فترة طويلة، ويبدو أنه لم يكن هناك أي مبرر لقطع العلاقات معها بعد الانفصال عن بن طلال. وفي العام نفسه، افتتحت دار أيتام الوليد بن طلال الخيرية في بوركينا فاسو. لم يرحل عام 2011 إلا وكان لـ»الطويل» إنجاز آخر، حيث شاركت في مبادرة كلينتون العالمية لعام 2011، وناقشت مع الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، نهجها بالإصلاح الاجتماعي في جلسة خاصة بعنوان «أصوات من أجل التغيير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». على الصعيد الدولي، اشتهرت «الطويل» بأعمالها الخيرية المتعددة والواسعة النطاق، فقد سافرت إلى جميع أنحاء العالم، حيث زارت ما يزيد على 71 دولة، لمبادرات خيرية متنوعة؛ فقد سافرت مثلاً إلى باكستان لتقديم المعونة والإغاثة لضحايا الفيضانات في البلد ولمساندة التعليم، حيث دعمت السعي إلى التخفيف من حدة الفقر والإغاثة في حالات الكوارث. وتُعبر «الطويل» دوماً عن قلقها إزاء صورة الإسلام في العالم، وتعتقد أنه يجب على المسلمين الاجتهاد والعمل دوماً حتى لا يختطف الإرهابيون الدين بالكامل ويصبحون التعبير الأوحد عنه.
أعمال أخرى بخلاف مؤسسة الوليد
لم يقتصر عمل «الطويل» الخيريُّ والاجتماعيُّ على مؤسسة الوليد الإنسانية؛ ففي عام 2010 انضمت الأميرة «أميرة الطويل» إلى مجلس الأمناء في منظمة «صلتك» التي مقرها الدوحة، والتي أسستها الشيخة موزة بنت ناصر في يناير/كانون الثاني 2008؛ لتشجيع توظيف الشباب بالعالم العربي. وبحلول عام 2012، أنشأت المنظمة أكثر من 25 ألف وظيفة في الشرق الأوسط. كذلك هي عضو فخري في جمعية الأطفال المعوقين، وعضو مجلس إدارة شرفي في الجمعية السعودية للعمل التطوعي. وتشغل «الطويل» حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسامي، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بإيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لمشاكل المجتمع، عن طريق تمكين رواد الأعمال الاجتماعيين والتعاون مع القطاع العام والخاص، والتي شاركت «الطويل» في تأسيسها عام 2012. كما أنها تُدير شركة الوقت، التي أسستها عام 2013، وهي شركة قابضة سعودية متخصصة في مجال تطوير الترفيه والإعلام عن طريق إدارة الفعاليات وتطوير المواهب وإنتاج المحتوى الإبداعي.
نضال اجتماعي طويل خاضته الأميرة في دولتها
تُعدّ «أميرة الطويل» واحدة من المُدافعات البارزات عن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، حيث تناضل دائماً من أجل الحقوق المدنية الأساسية للنساء، وتعتبر «الطويل» نفسها جزءاً من حركة نضالية امتدت 3 عقود للحصول على حقوق المرأة، وهي المهمة التي تقول عنها «الطويل» إنها ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق؛ لأنها ليست معركة ضد سياسات الحكومة فحسب، ولكنها أيضاً ضد عقلية وثقافة مجتمعية وتأويلات دينية خاطئة، فبعد أن شاركت في مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، بدأت حملة من أجل الحقوق المدنية للنساء، وضمن ذلك حقهن في الاحتفاظ بأطفالهن بعد الطلاق، وكانت هذه القضية قريبة جداً من قلبها؛ لأنها شهدت أمها التي عاشت معاناة الانفصال عن أطفالها. قضية أخرى كانت تحارب من أجلها «الطويل»؛ وهي حق النساء في قيادة السيارات بشوارع بلدها، وكانت تُعلن عن أملها في أن تكون واحدة من أوائل النساء اللاتي يقدن السيارات على الطرق السعودية، فقد كانت ترى أن اكتساب الحق في القيادة رمز للقضايا الأكثر أهمية مثل الحقوق المدنية والتعليم وفرص العمل والسياسة. ورغم انتقادات الكثير من المتطرفين إياها، فإنها كانت ثابتة في مسعاها للحصول على حقوق المرأة سلمياً، وتُعبّر عن ذلك بأنها تريد تطوير حياة نساء دولتها ولا تريد لهن ثورة على حالهن. أجرت الأميرة «أميرة» حوارات مع كل من «إن بي سي»، و«سي إن إن إنترناشيونال»، و«إن بي آر»، و«التايم»، ومجلة «فورين بوليسي» عن عملها، كما شاركت في «نيوزويك»، و«ذي ديلي بيست»، و«هافينغتون بوست»، وغيرها من الصحف الرائدة. في عام 2014، يحدث الطلاق بين الوليد بن طلال والأميرة «أميرة الطويل»، يستمران في تسيير أعمالهما الاجتماعية والخيرية، ويتحدث أحدهما عن الآخر بكثير من الاحترام والتقدير.
التكريمات والجوائز التي حصلت عليها:
في عام 2011، وفي حفل افتتاح قسم الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج، قدّم الأمير فيليب للأميرة «أميرة» ميدالية الذكرى الـ800 للعمل الخيري المتميز.
وفي عام 2011 أيضاً، تلقت الأميرة جائزة الإنسانية الخاصة في «ITP»، بالنيابة عن مؤسسة الوليد بن طلال، وذلك خلال حفل توزيع جوائز إنجاز الأعمال العربية الخيرية.
تصدرت الأميرة «أميرة» قائمة «تحت 30»، وهي قائمة مجلة الأعمال الخليجية التي تضم 30 شخصاً متميزاً لم تتجاوز أعمارهم 30 عاماً. كما احتلت «الطويل» المرتبة الثالثة في قائمة «أقوى 100 امرأة عربية» لعام 2013 من قِبل «أريبيان بيزنس».
حصلت على المركز الرابع ضمن قائمة الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط لأفضل النساء العربيات في عام 2012. وفي العام نفسه، تم تكريمها بجائزة شخصية العام للمرأة من معهد جائزة الشرق الأوسط للتميز.
زواج جديد
قيل ساعات، تُحرك «الطويل» وسائل الإعلام من جديد بنبأ زواجها، حيث انتشرت أنباء تُفيد بزواج «أميرة الطويل» بسابع أغنى رجل في الإمارات؛ وهو الملياردير خليفة بن بطي المهيري، الذي له كثير من الاستثمارات في مجال التعليم والخدمات المالية، وتُقدر ثروته بنحو 1.6 مليار دولار، وأقيم حفل الزفاف في التاسع من سبتمبر/أيلول 2018، في فرنسا.