صديقي الطبيب
جو 24 :
ذهبت لزيارة طبيي قبل فترة لعارض ألمّ بي، وقد عشت واقعاً يعيشه كثير من المرضى - للأسف - من التسويف والطلبات غير المنطقية لاستدرار المال ونحوها من سلوكيات بات البعض يرى الطب من خلالها تجارة والمريض سلعة ، واضطررت بسبب بعض أعمالي للسفر بعدها للأردن ، وهناك وجدت كنزاً متمثلاً في صورة طبيب وإنسان. .
هي أقدار الله تسوق المرء في بعض الأحيان للقاء أناس تعطيك معرفتهم قيمة حقيقية ، وتتعامل مع أحدهم لدقائق أو سويعة من الزمان فتتلمس في محياه الأمل ، وتشرق من مهجته تباشير التفاؤل ، وقد يحدث معك ما حدث معي حين قابلت طبيباً بقدر الله بعد زيارة طبيبي ،ومع أن كلاهما طبيب، وإن اختلفت تخصصاتهم ، إلا أني عرفت الفارق بين الإنسان وبين التاجر المتأنسن.
ربما تكون لحظات قليلة قضيتها مع الدكتور سمير ياسر ، الذي علمت لاحقاً أنه يعمل استشارياً متخصصا في الأورام في مركز الحسين لعلاج السرطان في المملكة الأردنية الهاشمية ، ولكن هذه اللحظات جعلتني ألغي الذاكرة السيئة لمن سبقه من فعال الطبيب الذي ذهبت للتداوي عنده من انفلونزا ألمت بي، فوجدت أن الأول أحبطني والثاني برغم رتبته ومكانته العلمية والطبية التخصصية يرفع المعنويات ويبث الأمل بجلسة شاي صغيرة .
الإنسان أولاً، شعار لطالما طالبنا به في كل مؤسسة ومؤتمر وملتقى ، الإنسان قبل المال ، قبل التعاملات الربحية ، الإنسان الذي إذا خسرته خسرت الوطن والأمل ، وإذا أحسنت التعامل معه نثرت روحاً إيجابية في المجتمع قد تمتد كشجرة خير مثمرة مسجلة باسمك الشخصي كباذل للخير وسباق في الإيجابية.
هنا اعتراني التساؤل ، هل من الخطأ أن أصرح باسم الطبيب التاجر ؟ لئلا أحط من قدره في الإعلام بسوء صنيعه ، أم هل من الخطأ أن أعلن اسم الطبيب الإنسان حتى لا يغار الأصدقاء من الأطباء من ذكري لاسمه ؟ ولكني حددت لنفسي المسار ، وقررت أن أقول له من هذا المنبر الإعلامي : شكراً.
شكراً لأنك إيجابي في استقبالك ووداعك للناس، شكراً لأنك لم تتكبر لأنك طبيب ، وشكراً لكون شهادة الطب التي تحملها حملت أمانتها بثقة ، وشكراً لك لكونك قد أتحت لي شكرك لأفتح الطريق أمام كل قلم حر لشكر من يستحق الشكر من شباب مجتمعاتنا العربية وقاماتها السامقة التي يجب أن نفخر بها لنوجد الصورة والنهج والأنموذج.
م.د. نزار الحرباوي
تابعو الأردن 24 على 
