في ذكرى الكرامة " فجاء نصركم ينهمر "
يوم من آذار,
تتوارى خجلا منه الأيام
وتغار....
يوم ضم العشاق بنادقهم
نحو القلب , وصاحوا :
الثأر....!
الثأر....!
يوم من آذار ,
ثبت فيه (الزلم)...
تجلى فيه العزم...
أورق فيه الدم ...
فانصرف الليل وجاء
نهار .
يوم من آذار,
يوم من أيام العرب الكبرى
إرتد البغي على الفجار ..
فظفر بالنصر الأبرار..
وتعالت رايات الأحرار..
يوم من آذار,
ما قبل ذاك اليوم ,
أرض كانت عطشى
ونفوس محزونة
بنكبة , ونكسة
وعار ..
فجاء نصركم ينهمر فانتشت
السهول
والجبال
والوديان :يا الله يالروعة
الرجال حين يخلقون من وحشة
الهزيمة
انتصار
وزغرودة ..
الأمهات والأخوات
والزوجات والبنات ,
وعلى إيقاع رصاصكم
طربت العصافير ,
ورقصت الأشجار !!
يوم من آذار ,
ما قبل ذاك اليوم
الكبار عابسون , مهزومون
الأجداد و الآباء والأعمام
والأخوال .
لا بهجة في النفس لا سمر
ولا زوار.
ونحن صغار نقارف الطفولة
المتعبة , ونلهو بالشقاء
وحالنا كما الكبار ,
من كان يدري أن رجالا
من قومنا بايعوا الموت
ليرفعوا عن أهلهم ,
ذل الهوان
ومر الانكسار
ليهدوا لنساء بلادهم القلائد
المقدسة بالمجد والفخار
وفرحة الأعياد
للصغار ..
يوم من آذار ,
الحادي والعشرون, يوم الأم
ويوم كرامتنا ...أم الأيام
فيه استوى الأمر ..
واعتدل المسار..
وانتظمت النجوم في المدار.
يا سادتي الشهداء ,أنتم
أهلها ...
يطوف طيب ذكركم في
كل منتدى وجنبة
ودار .
آه .. لو تعلمون يا سادتي
إن أرضكم التي ارتوت
بنجيعكم ..
قد جاءها الغزاة من جديد
بهيئة التجار .
يساومون ..
يقامرون ..
يسمسرون ..
واعتلى وجهك الجميل الزعار
والشطار
يا سادتي الشهداء : أنتم
أهلها..ومعكم الأسرار
بأرجائها يضوع مسك عطركم
ويجيء طهر روحكم ..
فهلا سمحتم لنا : نصوغها
تمائم ...
كي نطرد عن أرضنا
الدخلاء والأشرار
كي نطرد عن أرضنا
الدخلاء والأشرار .