الملك وأوباما: تحالف واختلاف
نضال منصور
جو 24 : قبل أن تحط طائرة الرئيس الأميركي أوباما كانت زوبعة من الغبار تجتاح عمان، لتعكر صفو الأجواء الربيعية التي كانت تحتفي بالضيف الأميركي، وقبلها بأيام كانت عاصفة أخرى من الجدل والخلاف تنفجر بعد نشر مقابلة مع جلالة الملك عبدالله في مجلة أتلانتك الأميركية، اعتبرها الديوان الملكي أخرجت من سياقها، وفي كل الأحوال فإن الأهم من كل ذلك أن الرئيس أوباما لا يحمل في جعبته الكثير للأردن، أو لعملية السلام التي ينتظرها الفلسطينيون على أحر من الجمر، ولا يكترث بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
رغم عاصفة الجدل التي أثارتها مقابلة أتلانتك، ومحدودية سقف التوقعات لنتائج زيارة أوباما، إلا أن التوقف في عمان له دلالاته في أول زيارة للرئيس الأميركي بعد إعادة انتخابه.
منذ بدء الربيع العربي توالى سقوط حلفاء الأميركان والغرب، ولم يبق من منظومة الدول السابقة حكماً مستقراً أكثر من الأردن، هذا إذا استثنينا مملكة المغرب، وبعض دول الخليج التي لم تصلها احتجاجات كبيرة وحقيقية، والأردن يكتسب أهمية مضاعفة نظراً لموقعه الاستراتيجي، فهو يقبع على أطول حدود محاذية لإسرائيل، وله حدود مع السعودية والعراق، وفلسطين، ومصر، وسورية، وباختصار فإن عدم استقراره يخلط الأوراق في المنطقة ويهدد أمن إسرائيل.
سياسياً؛ الأردن يواجه أزمة اقتصادية عاتية، تضعفه وتضعه في مواجهة مع ناسه، وأميركا تتفرج ولا تقدم إلا اليسير لإنقاذه، وتبقيه على حافة الهاوية، يقف على أطراف أصابعه، دون أن تقدم حلولاً تخفف من معاناة شعبه.
سألت وزيراً في الحكومة، وبالتأكيد سأله غيري نفس السؤال، لماذا لا تطلب أميركا من دول الخليج تقديم خطة إنقاذ مالية للأردن، بدلاً من المليار الذي يقدم سنوياً من كل مجلس التعاون الخليجي، لماذا لا يطلب من العراق أن يضخ النفط للأردن بانتظام وأن يعطيه أسعاراً تفضيلية، وكيف يقبلون أن يتفرجوا على كل ما يجري ولا يساعدوه في إيجاد حلول جذرية، في وقت تحقق دول الخليج فوائض بميزانياتها بمئات المليارات من الدولارات؟.
الربيع العربي لم يظهر اللامبالاة في التحرك عاجلاً لإنقاذ الاقتصاد الأردني فقط، بل أظهر الاختلاف بين الحلفاء في معاينتهم لهذا الربيع، ولم يُخف الملك عبدالله في حديثه لمجلة أتلانتك موقفه المعارض لرؤية الخارجية الأميركية التي لا ترى ممراً للديمقراطية العربية إلا عبر "الاخوان المسلمين".
في عمان يعتقد كثير من النخب السياسية أن تعثر مسار الإصلاح في الأردن وتجمده يعود إلى أن أميركا لا تمارس ضغوطاً على الدولة الأردنية لإنجاز تغيير جذري، ومن غير المعروف تفاصيل الاختلافات بين الإدارة الأميركية والأردن حول مسار الإصلاح، وأين يتفقان، وأين يفترقان؟!.
لا يبرئ سياسيون أردنيون الإدارة الأميركية من مسؤولية التوقيت عن نشر مقابلة أتلانتك قبيل وصول أوباما إلى عمان، ويتساءلون عن الرسالة السياسية التي يريدون أن يعرفوا أو يستكشفوا أبعادها، بعد أن خلطت المقابلة الأوراق باتجاهات مختلفة.
فالمقابلة بعيداً عن الوصف والانطباعات التي سجلها الصحفي، كشفت بشكل فريد تفاصيل رؤية الملك عبدالله لتحديات ولملفات أساسية تواجهه.
أزمة الداخل الأردني التي لا تجد حلولاً جذرية، تقابلها أزمة مسار السلام الذي لا تفعل الإدارة الأميركية بقيادة أوباما حياله شيئاً، فالتعنت الإسرائيلي وتفريخ الاستيطان يقابله المزيد من الدلال لنتنياهو، وضغوط متواصلة على الفلسطينيين للقبول بالعودة إلى المفاوضات دون شروط، وربما كان هذا الغضب من المديح الأميركي لإسرائيل سببا أساسيا لزوابع الغبار التي استقبلت أوباما كرسالة احتجاج!. الغد
رغم عاصفة الجدل التي أثارتها مقابلة أتلانتك، ومحدودية سقف التوقعات لنتائج زيارة أوباما، إلا أن التوقف في عمان له دلالاته في أول زيارة للرئيس الأميركي بعد إعادة انتخابه.
منذ بدء الربيع العربي توالى سقوط حلفاء الأميركان والغرب، ولم يبق من منظومة الدول السابقة حكماً مستقراً أكثر من الأردن، هذا إذا استثنينا مملكة المغرب، وبعض دول الخليج التي لم تصلها احتجاجات كبيرة وحقيقية، والأردن يكتسب أهمية مضاعفة نظراً لموقعه الاستراتيجي، فهو يقبع على أطول حدود محاذية لإسرائيل، وله حدود مع السعودية والعراق، وفلسطين، ومصر، وسورية، وباختصار فإن عدم استقراره يخلط الأوراق في المنطقة ويهدد أمن إسرائيل.
سياسياً؛ الأردن يواجه أزمة اقتصادية عاتية، تضعفه وتضعه في مواجهة مع ناسه، وأميركا تتفرج ولا تقدم إلا اليسير لإنقاذه، وتبقيه على حافة الهاوية، يقف على أطراف أصابعه، دون أن تقدم حلولاً تخفف من معاناة شعبه.
سألت وزيراً في الحكومة، وبالتأكيد سأله غيري نفس السؤال، لماذا لا تطلب أميركا من دول الخليج تقديم خطة إنقاذ مالية للأردن، بدلاً من المليار الذي يقدم سنوياً من كل مجلس التعاون الخليجي، لماذا لا يطلب من العراق أن يضخ النفط للأردن بانتظام وأن يعطيه أسعاراً تفضيلية، وكيف يقبلون أن يتفرجوا على كل ما يجري ولا يساعدوه في إيجاد حلول جذرية، في وقت تحقق دول الخليج فوائض بميزانياتها بمئات المليارات من الدولارات؟.
الربيع العربي لم يظهر اللامبالاة في التحرك عاجلاً لإنقاذ الاقتصاد الأردني فقط، بل أظهر الاختلاف بين الحلفاء في معاينتهم لهذا الربيع، ولم يُخف الملك عبدالله في حديثه لمجلة أتلانتك موقفه المعارض لرؤية الخارجية الأميركية التي لا ترى ممراً للديمقراطية العربية إلا عبر "الاخوان المسلمين".
في عمان يعتقد كثير من النخب السياسية أن تعثر مسار الإصلاح في الأردن وتجمده يعود إلى أن أميركا لا تمارس ضغوطاً على الدولة الأردنية لإنجاز تغيير جذري، ومن غير المعروف تفاصيل الاختلافات بين الإدارة الأميركية والأردن حول مسار الإصلاح، وأين يتفقان، وأين يفترقان؟!.
لا يبرئ سياسيون أردنيون الإدارة الأميركية من مسؤولية التوقيت عن نشر مقابلة أتلانتك قبيل وصول أوباما إلى عمان، ويتساءلون عن الرسالة السياسية التي يريدون أن يعرفوا أو يستكشفوا أبعادها، بعد أن خلطت المقابلة الأوراق باتجاهات مختلفة.
فالمقابلة بعيداً عن الوصف والانطباعات التي سجلها الصحفي، كشفت بشكل فريد تفاصيل رؤية الملك عبدالله لتحديات ولملفات أساسية تواجهه.
أزمة الداخل الأردني التي لا تجد حلولاً جذرية، تقابلها أزمة مسار السلام الذي لا تفعل الإدارة الأميركية بقيادة أوباما حياله شيئاً، فالتعنت الإسرائيلي وتفريخ الاستيطان يقابله المزيد من الدلال لنتنياهو، وضغوط متواصلة على الفلسطينيين للقبول بالعودة إلى المفاوضات دون شروط، وربما كان هذا الغضب من المديح الأميركي لإسرائيل سببا أساسيا لزوابع الغبار التي استقبلت أوباما كرسالة احتجاج!. الغد