jo24_banner
jo24_banner

هل تتذكرون السوري الذي قتل زوجته ببث مباشر على فيسبوك وهو مضرج بالدم؟ المحكمة الألمانية أصدرت حكمها!

هل تتذكرون السوري الذي قتل زوجته ببث مباشر على فيسبوك وهو مضرج بالدم؟ المحكمة الألمانية أصدرت حكمها!
جو 24 :

وضع حكمٌ بالسجن المؤبد في مدينة كارلسروه حداً لقصة جريمة قتل بشعة في ألمانيا، باتت في شهر مارس/آذار الماضي على كل لسان، بعدما خرج الرجل السوري المعروف باسم «أبو مروان» (42 عاماً) في بثّ مباشر على موقع فيسبوك، رفقة ابنه الذي فرَّ معه وهو يبرر لمشاهديه طعن زوجته المنفصلة عنه (37 عاماً) عدة مرات بسكين، في بلدة مولاكر بولاية بادن فورتمبرغ الألمانية، متفاخراً بالانتقام منها ومعاقبتها، وجعلها عبرة لمواطناته السوريات، على حد توصيفه.

وذكرت محامية الدفاع كارولين هيرستيتر لصحيفة «بفورزهامير تسايتونغ» أن التعاون معه بالقضية كان صعباً للغاية، وكانت المحامية قد طالبت بحكم مخفف لموكلها بالسجن 8 أعوام ونصف العام، فيما طالبت النيابة العامة على النقيض من ذلك بأقصى عقوبة في القانون الألماني، بالسجن المؤبد، مع وضعه بعد انتهاء فترة السجن 15 عاماً في الحبس الوقائي لحماية السكان، مبرِّرة ذلك باتِّصاف الجريمة بالغدر والجشع.

وكان الجاني قد طعن زوجته السابقة، في الثاني من مارس/آذار الماضي، أمام اثنين من أطفالهما الأربعة، 9 طعنات في العنق والظهر والعضد، وبعد أن حاولت الفرار منه وهي تنزف بشدة، انهارت على الرصيف قرب شقّتها وتوفيت بين يدي ابنتها. وقبضت الشرطة على الجاني قرب محطة القطار في البلدة، بعد وقت قصير من بثه الفيديو.

وذكر القاضي ليونهارد شميدت في تبيانه أسباب الحكم عليه بالمؤبد اليوم، أن دافع الجريمة الدموية الفظيعة كان دنيئاً؛ إذ كان يهدف لعقابها وتوجيه رسالة. وأوضح أن الفيديو المذكور أظهر بوضوح أن المتهم تصرَّف انطلاقاً من دافع العقاب والانتقام المتصف بالكراهية، على ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وبيَّن القاضي أن الخلاف الذي أفضى إلى جريمة القتل كان على حقِّ إقامة أحد الأطفال، وأن المدعى عليه (أبو مروان) لم يستطع تقبل حصول المرأة على حق رعاية ابنه الأكبر.

وأظهر تقييم خبير نفسيّ أن الجاني كان في كامل أهليته العقلية ومسؤوليته الجنائية وقت ارتكاب الجريمة.

وقُدمت المرافعات بعيداً عن حضور العامة، لرغبة المحكمة في الحفاظ على خصوصية المتضرّرين؛ الأطفال القاصرين للزوجين.

وكانت العائلة الهاربة من الحرب في سوريا، قد وصلت على دفعتين لألمانيا، الأم مع جزء من الأطفال ثم الأب مع البقية، وانفصلت الزوجة خلال رحلة اللجوء من زوجها وعاشت مع شريكها الجديد و3 من أطفالها في مولاكر في ألمانيا. فيما كان الزوج يعيش مع الابن الأكبر في فيلنغين-شفينيغن في ولاية بادن فورتمبرغ.

وكانت هذه ثالث جلسة يمثل فيها «أبو مروان» أمام المحكمة، منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بتهمة ارتكاب جريمة قتل.

في الجلسة الأولى: «أنا لست مجرماً»

 
 
زوجة أبو مروان السابقة وابنهما

وكانت الجلسة الأولى في الـ25 من سبتمبر/أيلول، أمام محكمة محلفين في كارلسروه، التي دخل قاعتها بهدوء دون أن يلفت نظر الحضور وبهيئة لا تشي بما أقدم عليه، قبل أن يغطي وجهه بيديه عندما بدأت الكاميرات بالتقاط الصور له، وفق ما ذكرت مراسلة صحيفة «بفورزهايمر كورير».

وقدم كرستيان روهنر، الخبير النفسي من مركز «نوردبادن» النفسيّ، تلخيصاً لطفولة وشباب المتهم، كشأن انقطاعه مبكراً عن المدرسة، وعمله في معمل أحذية يملكه والده، وزواجه المبكر الذي تم تهيئته له من إحدى قريباته.

وألمح أطفاله، وخاصة الابنة الكبرى، من زوجته القتيلة إلى أنهم سيستعينون بحقهم في الصمت عن الشهادة، في حال كان والدهم موجوداً، وهنا قال «أبو مروان»: «أنا لست مجرماً»، وهي الكلمات الوحيدة التي قالها لكونه استخدم حقَّه في الصمت وعدم الإدلاء بأقوال.

فقدم الأطفال شهاداتهم بعيداً عن الحاضرين في المحكمة والأب الذي كان يشاهد ذلك عبر غرفة فيديو. كما شهد الجيران وعناصر الشرطة الذين كانوا في مسرح الجريمة، فتحدَّثت فتاة (16 عاماً) تقيم في الطابق الذي يعلو شقة الضحية وأطفالها وزوجها الثاني، عن سماعها لدقائق طوالٍ الصراخ والبكاء وقت حدوث الجريمة.

وأكد بيتر كارل، الذي يشغل وظيفة قيادية داخل مركز شرطة مولاكر، أنه رغم مساهمته في الكثير من العمل خلال سنوات خدمته الثلاثين، فإن الجريمة كانت فظيعة حقاً، مشيراً إلى أن شهادة الابنة الكبرى عن الجريمة بكلمات واضحة وحادة أفزعته.

ووصفت صحيفة «بفورزهايمر كورير» شهادة شريك حياة السيدة المقتولة الذي يعمل طباخاً بالعاطفية، ونقلت عنه قوله إن الضحية شكرته في يوم الجريمة، لأنه تمكن معها من انتزاع حق رعاية ابنها، مشيراً إلى أنهما كانا يريدان تثبيت زواجهما مدنياً.

وبحسب أقوال الرجل (46 عاماً)، كان قد تزوج السيدة السورية لدى إمام في العام 2015، وإن كانت غير مطلقة رسمياً من زوجها (أبو مروان)، ولرغبته في حل الخلاف مع «أبو مروان» ودياً، عرض تقديمه الدعم، إما مالياً أو من خلال البحث عن شقة قريبة.

الجلسة الثانية: عرض الفيديو

وكشف الطب الشرعي وخبراء حفظ الأدلة في الجلسة الثانية بعض الأدلة الدامية حول مجريات جريمة القتل، كعرض صورة تظهر الطعنات التي تعرَّضت لها الضحية، ما أدى لمقتلها، وذكر الأطباء الشرعيون أن التشريح أظهر أن إحدى الطعنات قطعت شريان ما تحت الترقوة، وأدت إلى نزيف مميت في منطقة الصدر.

وذكرت صحيفة «بفورزهامير تسايتونغ» أنه تبيّن للمحكمة من خلال الفيديو الذي صوّره «أبو مروان» وعُرض أمام المحكمة، دوافعه للقيام بذلك، بعد أن ترجم المترجم بعض المقتطفات منه.

وتم عرض هذه العبارات على وجه التحديد: «هذه رسالة إلى كل النساء السوريات اللاتي يزعجن أزواجهن (…) هذه نهايتكن».

ماذا قال على فيسبوك حينها بعد ارتكابه الجريمة؟

وظهر «أبو مروان» في البث على موقع فيسبوك وهو يلهث وينزف جراء جرح في يده، وإلى جانبه ابنه الذي فرّ معه حافي القديم، مقراً بطعنه لزوجته.

وقال إنه ذهب ليرى زوجته كي يقوم بالتصالح معها، لكنها طردته على حد زعمه، فضربها بالسكين 4 أو 5 ضربات في الرقبة، لكنه لا يعلم إن كانت قد ماتت، مضيفاً أنه لم يُصب بمكروه سوى بجرح في يده، لكنه لا يشعر بإصبعه.

وبيَّن في وقت لاحق من البثّ أنه هرب منها عندما بدأت زوجته تولول وفرّت لخارج المنزل، وأنه كان يحمل سكينين، إحداهما كبيرة والثانية صغيرة، وأنه لم يستعمل الكبيرة.

وأشار إلى أن عقاب جريمة القتل لن يكون الإعدام، وأنه لن يتلقى حتى «صفعة».

وأوضح أنه طلب من زوجته، التي أخذت منه 3 أطفال، أن تدع ابنه يعيش معه، لكنها رفضت وقالت إنها سلتجأ إلى مكتب رعاية اليافعين «يوغندأمت».

وقال إنه باع منزله في سوريا وجلب زوجته وطفليه لألمانيا، لكن زوجته تزوجت من رجل شيعي لبناني يُدعى «أبو حبيب».

وزعم أنها أخبرته فيما كانت في اليونان، أنها تريد أن تذهب مع مهرب لبناني إلى ألمانيا، وفيما إذا كان يريد أن تذهب معه «بالحلال أو الحرام»، فقام بتطليقها وباع منزله وأرسل المال لها لكي تذهب مع طفليهما.

وشتم الرجل أوروبا، جراء ما حدث معه، وقال إنه ليس خائفاً من الشرطة التي كان خلال بث الفيديو فاراً منها، لكنه يريد أن يعرف الناس قصته.

وبيَّن أنه ذهب إلى إيطاليا ومالطا وإسبانيا، لكنه عاد لأنها كانت «إرادة الله» على حد زعمه، لافتاً إلى أن بصماته ظهرت في إسبانيا وقاموا بإعادته إلى ألمانيا.

وقال إنه ذهب إلى اليونان، لكنه لم يذهب لسوريا، مضيفاً أنه اعتبر أنه إذا ذهب إلى سوريا فلن يشاهد أطفاله مجدداً.

فيما تحدَّث ابنه الذي كان يرافقه وبدا متعاطفاً معه، عن قول أمه له إن والده كان يشغلها في الدعارة، الأمر الذي نفاه هو ووالده. وقال الأب لابنه إنه سيسلم نفسه للشرطة، داعياً إياه إلى عدم العيش معها مهما كان، قائلاً إنه لم يقتلها لأجل الأطفال، وإنه كان يتوجب عليه قتلها، دون أن يعلم فيما يبدو أنها قُتلت.

وخرج الرجل من كراج كان فيه والدماء تغطي أرضيته، عندما جاء صاحبه فيما يبدو يسأله عما يفعله هناك، وأخذ يمشي مع ابنه، متحدثاً عن أشخاص حرّضوه على القتل، قائلين له إنه ليس برجل.

ثم قال لابنه إنه سيسلمه هاتفه ليتصل بالجميع، قائلاً إن والده «ذبح» أمه، قائلاً، فيما كانت أصوات سيارات الشرطة تُسمع في خلفية المشهد، «دعنا نلعب مع الشرطة قليلاً»، مشيراً إلى أنهم يبحثون عنه.

وزعم الرجل أنه ليس مجرماً، لكنه «عندما لا يُترك المرء ليعيش سيتوجب عليه أن يطمر رأسه في الطين» على حد وصفه، وأنها هي من ظلمته وليس هو. وقال إنه ينتظر منذ 3 سنوات أن ينهي هذه «اللحظة»، واصفاً وضعه بـ «نهاية رجل شجاع»، في إشارة إلى مسلسل سوري شهير.

 عربي بوست
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير