jo24_banner
jo24_banner

عائشة.. حضرّت لزفاف ابنتها لكن يد الإرهاب اختطفتها

عائشة.. حضرّت لزفاف ابنتها لكن يد الإرهاب اختطفتها
جو 24 : معا- لم تكن تعلم عزّية الرابي (70 عاما)، أن الاتصال الذي تلقته من ابنتها عائشة هو الأخير، فعائشة موجودة في الخليل منذ ثلاثة أيام لزيارة ابنتها الطبيبة، تستذكر الوالدة وفي قلبها حسرة ما دار في تلك المكالمة: "كيفك يما وكيف أبوي، سلميلي عليه، وديروا بالكم على حالكم هيني مروحة كمان شوي، جاي يعقوب يوخذني".
ما أن قالت هذه الكلمات حتى اجهشت بالبكاء، وانطلق لسانها بدعاء الرحمة لابنتها الشهيدة، وغالبت دموعها قائلة:"لم أكن أعلم أنه سيكون الاتصال الأخير بيني وبينها، ليتني أكملت معها الحديث أكثر، فقد كان حديث الوداع بيننا"، وسرعان ما أسرتها الدموع لتصمت وكأنها تحاول الخروج من صدمتها العميقة.
صورة تجمع الشهيدة عائشة وزوجها
عائشة الرابي ابنة السابعة والأربعين عاما منسكان بلدة بديا غرب سلفيت، لها ثمان من الأبناء- ست بنات (اربع متزوجات) وولدين- أنهت تعليمها الجامعي مؤخرا إلى جانب بناتها، فهي تزوجت ولم تكن تحمل سوى شهادة الصف السادس الابتدائي، كانت على موعد مع الشهادة عندما تعرضت لاعتداء نفذه مستوطنون جنوب نابلس أمس، وأدت الحجارة التي ألقيت على سيارة زوجها يعقوب الرابي إلى استشهادها وجرح الزوج.
تعود الوالدة المكلومة لتلملم كلماتها وتروي لنا ما حدث:"ذهبت عايشة الى الخليل منذ ثلاثة أيام لزيارة ابنتها الدكتورة المتزوجه هناك، وكذلك من أجل أن تقدم ابنتها علاجا لأسنانها"،ولكنها لم تعد، قتلوها وقتلوا فرحتنا حيث كانت تحضر وتجهز لعرس إبنتها خلال أيام، ولكن هذا هو الاحتلال الاسرائيلي.
والدة الشهيدة (عزية) قالت لـ معا، الاحتلال للمرة الثانية يحرمني من ولدين، حرمني من ابني فوزات عام 1999، وتم اغتياله قبل عرسه بيوم، ومن ذلك اليوم وقلبي يعيش الحسرة، ليأتي هذا اليوم وتلتحق به اخته عايشة، والتي حمّلتها سلامي إليه،
معا توجهت إلىابنة الشهيدة (لميس)، والتي رغم ما هي فيه من صدمة وألم، حاولت أن تكمل لنا الرواية التي انتهت بحجر ألقاه مستوطن إرهابي، تقول: "من المفترض أننا سنحتفل بزواج اختي بعد أيام، وأمي تجهز لذلك منذ فترة، وهي تواصل الليل بالنهار لتلك اللحظة، لكن الاحتلال قتل فرحتنا بقتل أمي"، وانهت كلماتها بـ "حسبي الله ونعم الوكيل".
ابنتها الشهيدة (راما) ثماني سنوات كانت برفقة والديها في السيارة تروي لمعا ما حدث: كنا في السيارة نحكي ونضحك أنا ووالدي ووالدتي، فجأة انهالت علينا الحجارة كالمطر ولم اعرف ما الذي يحدث غير ان رأسي امتلاء من الزجاج المتطاير، نظرت إلى أمي فرأيتها تنزف من رأسها ولا تنظق، حينها صمتتُ واخذت بالبكاء.
راما بدت كمن ينتظر خبرا ما، فكانت شاردة الذهن تحاول أن تدرك ما يجري حولها، ومن موقعها بين أخواتها كانت تسأل بين حين وآخر "أجت أمي؟؟".
وشيع آلاف المواطنين، بعد ظهر اليوم، جثمان الشهيدة عايشة الرابي، وانطلق موكب التشييع من المستشفى الى منزلها لالقاء نظرة الوداع الاخيرة عليه، ومن ثم نقل الجثمان محمولا على الاكتاف الى المقبرة وسط هتافات، تندد بجرائم الاحتلال.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير