النعجة وأمها

جو 24 : بالفعل ستكون رسالة جميلة تلك التي سيتلوها رئيس الوزراء طالبا الثقة من مجلس النواب، وهي تدل على ان «زلمتنا» لحية غانمة و»منقع دم» يسعى الى المصالحة مع جميع القوى الحزبية والنقابية والشعبية التي أمعنت الحكومات( السابقة) في عدائها واستعدائها وتوتير اجواء المجتمع المدني الأردني.

وسوف نتوقف عند ما سيقول..من نوع:

1 - سنكون السيف الامضى في مكافحة الفساد.

2 - آن لنا ان نواجه وباء الفساد المدمر وان نخلع غرسه الملعون من جذوره.



الذي لا يعجبني في الحكومات أنها تريد أن تقتلع الفساد تماما، وكأنه لم يكن، مثل السن المنخورة.

لا نريد من أي ريئس حكومة أن يحمل النعجة وأمها، ونريد في ذات الوقت ان تحارب الحكومة الفساد والفاسدين والمفسدين بشكل حقيقي، وليس كما حصل مع الحكومات التي تحارب كائنا هلاميا غير موجود، ولم تحقق اية منجزات تذكر ضده، عدا بعض الحالات الاستثنائية التي لها ظروفها الخاصة وأسبابها الموضوعية.

خلع الفساد من جذوره والى الابد، وتحويل الاردن الى دولة ملائكة، هذا وعد مستحيل حتى لو كانت كلمة (مستحيل) موجودة في قاموس الحمقى، فاني اصرّ عليها الحاحاً وليذهب الذكاء الى الجحيم.

نريد فقط من الرئيس - أي رئيس- وحكومته، محاربة الفساد بشكل جدي وحثيث، وتحجيمه وتخفيف تأثيراته السلبية على المجتمع، ولا نطمح الى اجتثاث الفساد بالكامل فهذا امر صعب المنال ويصير الوعد به يشبه ذلك العاشق الذي يعد حبيبته بان يضع القمر بين قدميها!!

طبعا تعشق الحبيبة هذه الأقوال الجميلة فنيا ، لكنها تعرف أن لا أحد يستطيع جلب القمر، مثل الخروف، ليسجد تحت اقدامها.



ghishan@gmail.com


(الدستور)