أسواق النفط تتجاهل العقوبات الأميركية على إيران
أظهرت كل من الصين وتركيا كبريات الدول المستوردة للنفط الايراني عدم التزامها بالعقوبات الاميركية بحظر تصدير ايران لنفطها، علما بأن الدول الثلاث تستورد أكثر من نصف صادرات ايران النفطية البالغة 3.5 مليون برميل يوميا، حيث تستورد الصين يوميا نحو 800 الف ب ي، بينما تستورد الهند ثاني اكبر الاقتصادات الصاعدة نحو 500 الف ب ي، وتركيا حوالي 300 الف ب ي، وفي نفس الوقت باشرت طهران ابرام عقود تصدير للنفط مع شركات خاصة تمتهن تصدير النفط حول العالم، الامر الذي يضع قرار البيت الابيض بمنع تصدير النفط الايراني الذي يدخل التنفيذ في الرابع من الشهر المقبل امام المحك، ويزيد صعوبة تنفيذ القرار عدم التوافق الاوروبي الامريكي حيال قرار العقوبات، لاسيما وان إدارة ترمب تتخطى اهدافها بمنع مواصلة ايران برنامجها النووي الى إجبارها على التخلي عن صناعة الصواريخ البالستية.
اليابان بدورها وكوريا الجنوبية اللتان عبرتا عن التزامهما بالقرار الامريكي ستدفعان تكاليف إضافية بالتحول الى مصادر اخرى وسط توقعات بارتفاع اسعار النفط في الاسواق الدولية في حال حرمان الاسواق من صادرات النفط الايرانية التي تصل الى 3.5 مليون ب ي، وكان خام القياس العالمي ( مزيج برنت ) بلغ خلال الاسابيع الماضية نحو 87 دولارا للبرميل، وهو اعلى سعر منذ اربع سنوات، ومع اقتراب موعد نفاذ القرار الامريكي يوم الاحد المقبل، الا ان اسواق النفط تجاهلت حتى الآن القرار وانخفض سعر مزيج برنت الى 77.23 دولار في الاسواق الدولية امس الاثنين.
عالميا يرى مسؤولون ان نجاح الادارة الامريكية في تخفيض صادرات النفطية الى مستويات كبيرة سيؤدي الى رفع اسعار النفط في الاسواق الدولية وقد ترتفع الاسعار الى مستويات مؤذية لنمو الاقتصادي الذي يواجه تداعيات الحرب التجارية التي تشنها إدارة ترمب على الدول الكبرى في مقدمتها الصين وروسيا والمانيا، مما يشير الى ان تضافر عاملي رفع اسعار النفط والحرب التجارية المحتدمة عالميا سيؤديان الى تباطؤ الاقتصاد العالمي وستضعف الاستقرار الاقليمي خصوصا حول منابع النفط في الخليج العربي.
دراسات نفطية تشير الى ان قدرة الدول النفطية الكبرى غير قادرة على تعويض الاسواق الدولية للنفط الايراني القريب من اسواق جنوبي شرق اسيا، اما التهديد الامريكي بحظر تصدير النفط الايراني قد يؤدي الى صراع مسلح في منطقة الخليج العربي وسط توقعات بإعاقة صادرات النفط عبر مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله اكثر من 20 مليون برميل يوميا، وفي حال حدوث ذلك فإن سعر برميل النفط سيتجاوز حاجز الـ 100 دولار للبرميل وربما اكثر من ذلك، وهذا ما تخشاه امريكا والدول الصناعية بشكل خاص.