العدالة والتنمية: لايمكن قتل خاشقجي دون توجيهات مناصب عليا
جو 24 :
الأناضول
قال الناطق باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي، عمر جليك، إن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين أول الجاري، "ليست تصرفا يمكن تنفيذه دون توجيهات من مناصب عليا".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده جليك، بالعاصمة أنقرة، الأربعاء، خلال انعقاد اللجنة التنفيذية للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأشار جليك، إلى أن السلطات السعودية تعرف من قاموا بهذا العمل.
وأضاف "مرّ زمن على الحادثة، ونعتقد أنه من غير الممكن عدم معرفتهم بذلك حتى الآن، لأن الحادثة وقعت أثناء وجود القنصل الذي عاد إلى بلاده في المبنى، ونعلم أنه يمكنهم أخذ هذه المعلومة بكل سهولة".
وأردف: "نريد معرفة مكان الجثة، وتشاطر إفادات المرتكبين مع سلطاتنا القضائية، وإبلاغ هوية المتعاون المحلي إلى سلطاتنا".
ولفت جليك، إلى أن بلاده لا تتهم أحدا مسبقا، لكنه شدد أن تركيا لن تسمح بالتستر على أي شيء.
وأكد على أهمية محاكمة المسؤولين عن الجريمة في إسطنبول من أجل إجراء محاكمة عادلة وشفافة، لأن الحادثة جرت ضمن حدود الأراضي التركية.
وتطرق جليك، إلى التصريحات السعودية حول القضية، قائلًا: "الحدث خطير ومعقّد، لذلك ينبغي محاكمتهم في إسطنبول بشكل عادل وشفاف وأمام أنظار العالم بأسره، وبمراقبة المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وشدد على ضرورة أن "يتم إظهار كافة الأدلة والإثباتات، ورفع كافة أسئلة الاستفهام أمام العالم لهذا الصدد، ودون القيام بذلك، فإن هذه التكهنات ستزيد".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت النيابة العامة التركية في إسطنبول، في بيان لها، أنها لم تتوصل إلى نتائج ملموسة من اللقاءات مع المدعي العام السعودي، رغم كل جهودهم المتسمة بالنوايا الحسنة لإظهار الحقيقة بشأن مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده.
وأكدت النيابة العامة التركية، في البيان، أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، "قتل خنقا فور دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، وفقا لخطة كانت معدة مسبقا، وتم تقطيع جثته والتخلص منها".
وأضافت النيابة العامة، "تم إبلاغنا بأن الجانب السعودي لم يدلِ بأي تصريح حول وجود متعاون محلي في القضية".
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس أردوغان، في تصريحات للصحفيين بأنقرة، "علينا حل جريمة قتل خاشقجي فلا داعي للمماطلة لإنقاذ شخص ما".
وفي إطار زيارة بدأها الأحد إلى تركيا، عقد النائب العام السعودي سعود المعجب، والوفد المرافق له، لقاءين مع نائب عام مدينة إسطنبول عرفان فيدان، في مكتب الأخير بالقصر العدلي، في منطقة جاغلايان بإسطنبول.
واعترفت السعودية بعد صمت استمر 18 يوما، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها؛ إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا للتحقيق معهم، فيما لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقًا من 15 سعوديًا تم إرسالهم للقاء خاشقجي، وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي "بنية مسبقة".
وتتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي، والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.