قانون "دولة المقاومة" : النار بالنار والرصاصة بالف .. غزة "تحاصر حصارها" !
ايهاب سلامة
جو 24 :
يُطلق صاروخ صهيوني غادر على غزة، يدمر منزلاً، اثنين، عشرة .. يرتقي إلى السماء في لحظة، ثلاثة أطفال رفاق، كانوا يلعبون في زقاق المخيم، تودّعهم أمهاتهم بالزغاريد، تحيك أخواتهم أكفانهم بعلم فلسطين، تواري جثامينهم ابتسامات آبائهم .. تقسم كل البنادق الغاضبة في القطاع ليلتها، أن لا تبيت رصاصة في جوفها، قبل الرد، وتحويل مستوطنات الإحتلال إلى جهنم!
قبل شقشقة الفجر، يطلع المقاومون من تحت الأرض، يتيممون بترابها الذي تشرّب دماء الشهداء، يصلّون الفجر وأصابعهم على الزناد، يلقّمون قاذفات صواريخهم بغضب الكون، يمطرون - بسم الله - مستوطنات الإحتلال بالرعب والنار والموت ..
ينص قانون المقاومة في غزة : النار بالنار، والرصاصة بعشر ، والقذيفة بخمسين .. ومخزون الشهداء عندنا لا ينضب، وان عدتم عدنا!
مستوطنات يفر ساكنوها كالفئران تحت جنح الظلام سلفاً، إذا أُطلقت رصاصة على غزة .. فهم يوقنون أن جحيم الرد آت لا محالة ..
هلع يدب في أرجاء الكيان، صافرات إنذار تدوي في سماء فلسطين المغتصبة، جيش احتلال يستنفر احتياطه كأنه في حرب كونية..
أعتى جيوش الارض سلاحاً، يستجدي هدنة وتهدئة، وزير حرب تطيح به صواريخ المقاومة، جنود مرعوبون من الأسر أو الموت، يدركون أنهم يواجهون من تسابق أرواحهم خطاهم .. ولا ثالث لاثنين عندهم : النصر أو الشهادة ..
غزة تفرض ميزان القوة، ومعادلة الردع الحاسمة، بعد ايمانها، أن المارقين على أرض فلسطين، لا يفهمون سوى لغة الرصاص والبنادق.
في غزة .. يرضع الجنين مذ يخرج من رحم أمه حليب المقاومة، يغازل الفتية طلقات الكلاشينكوف، يتوسد الشبان قذائف الار بي جيه .. والنساء يطببن جراحات العائدين من رحى المعركة، ليعاودوا كرتهم .. والشيوخ يلهجون بالدعاء في المساجد : اللهم ارزق أولادنا الشهادة !
كل ما في غزة يحترف المقاومة : الشجر والحجر، البحر، والسماء، والمطر ، جدران المنازل المهدمة، المعابر المحاصرة، المستشفيات، الأطباء، المدرسون، المزارعون الصيادون، أسماك البحر، كل شيء، يمتهن المقاومة، وهناك، دشنت الرجولة والبطولة مصانعها، واقفلت فروعها في صحاري القبائل العربية البائدة ..
غزة ليست مدينة أو قطاعاً محاصراً، فهي حين تغضب، تحاصر حصارها .. غزة، آخر الحصون والقلاع، وأول خطوط الثأر والتحرير والمواجهة .. غزة : دولة مقاومة !