2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

نخب الولدنة السياسية.. من يسكتهم؟

نخب الولدنة السياسية.. من يسكتهم؟
جو 24 :


كتب ايهاب سلامة - 

نريد حقًا أن نفهم، إلى أين تتجه بوصلة الدولة، لعلنا نقتفي أثرها، كي لا نتوه في زحام الاتجاهات، ونغرق في التفاصيل التي لم نعد نقدر على سبر غور تفاسيرها!

نريد، مثلًا، من يفسر لنا هذا التناقض الفج، بين مواقف الدولة المتقدمة على كل المواقف من غزة ومعها، وبين مواقف نخب طارئة، طاردة، تغرّد في السرب الرسمي، لكنها تتعارض مع الموقف الرسمي!

نريد توضيحًا أو تلميحًا، ولو بأسلوب الرمز والهمز، والتورية والمجاز، يرسم لنا الحدود الفاصلة، بين الخيط الأبيض والأسود، ويقنعنا، ولو ربع إقناع: ما الجدوى السياسية التي تعود بالفائدة على بلدنا من طرح قضايا تثير حنق الناس وتؤجج غضبهم؟!

نريد من يشرح لنا أي المواقف نقتدي، وإلى أي المرافئ نهتدي، والتباين سيد الموقف، بين من يقيدون أنفسهم على سجلات الرواية الحكومية، ويتكسبون منها، ويخرطشون ألسنتهم على مدار الساعة لإطلاق تصريحات مستفزة مشوشة، تثير حفيظة الناس، وتربكهم، وبين مواقف حكومية أصيلة، صلبة ومحترمة، على لسان وزير الخارجية الفذ أيمن الصفدي مثلًا.

ألا تقوّض هذه الأصوات المستفزة متانة الاصطفاف الشعبي خلف الدولة؟ ألا تساهم مهاتراتهم وفذلكاتهم في إضعاف الداخل بدلًا من توحيده وتمتينه؟!

الأمر بحاجة إلى تفنيد، أو تبديد، وإلى عقل رشيد، يلجم الولدنة السياسية الاستعراضية المندفعة، التي تقود دفة الرأي العام نحو قراءات مغلوطة، ويكبح جماح نخب مفروضة على آذان المستمعين، تطل عليهم صبح مساء، في برنامج "ما يطلبه المستمعون!"، وتنصّب نفسها ناطقًا غير رسمي باسم الدولة، تتسربل بثوبها، وتعطي انطباعات بأنها تسرّب ما يجول في عقلها، وغرفها المغلقة!

أحد المستنفرين إعلاميًا، لا ينفك يهمز في كل مقعد ويلمز، على المقاومة تارة، وعلى دول لسنا بحاجة إلى معاداتها تارة أخرى، ولم نره يصبّ غضبه وحميته الوطنية على مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب مثلًا، الذي تحدث علانية وبكل وقاحة عن توسيع كيان الاحتلال - على حساب الأردن طبعًا إذا لم يكن يعلم - أو يسخّر المنابر الإعلامية التي يمتطيها، لتحصين الداخل من مطامع اليمين الإسرائيلي المتطرف، الطامح بتفريغ الضفة الغربية نحو الشرقية. أم أن هذه القضايا "شكلية" ولا تستحق إشغال لسانه بفصاحته؟

ربما لا يدرك مراهقو السياسة، وخطّاب ودّ المناصب والمكاسب، أن صمود المقاومة في غزة يعني إفشال مشروع الكيان التوراتي بالتوسع نحو "دولته العظمى"، وبالتالي تعزيز صلابة الدولة الأردنية. وأن هزيمتها وسقوط غزة، يعني خسارة جدار مقاومة عازل، ينهك الاحتلال، ويشغله، ويستنزفه، ويحول دون متوالية أحجار الدومينو التي ما أن يسقط واحدها، يصبح التالي مهددًا بالسقوط، لا قدر الله!

تنظير شخوص محروقة شعبيًا على المقاومة، التي تستبسل منذ السابع من أكتوبر بصمودها الأسطوري، لا يستقيم مطلقًا مع موقف الدولة من غزة، ولا مع مواقفها التاريخية الراسخة من فلسطين؛ في القدس، وباب الواد، واللطرون، وجنين، والسمّوع، والكرامة، والتضحيات الجسام التي قدمها الأردن على ثرى فلسطين، وكان جيشه العربي من أوائل "المقاومين" عليها.

إن استمرار نشاز العزف المنفرد، يدخلنا في حالة من الفصام نحن في غنى عنها، بين موقفين متناقضين، الغريب أنهما، واحد للدولة، وآخر يطرح نفسه أيضًا أنه "محسوب على الدولة"!

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news