منطقة صناعية حدودية أردنية عراقية
الاتفاق الاردني العراقي لتأسيس منطقة صناعية اردنية عراقية خطوة غاية في الاهمية لخدمة اقتصاديات البلدين، ويؤسس لإحياء المنطقة الحدودية التي يمكن ان تخدم مستقبلا سوريا والسعودية، فالقطاع الخاص الاردني لديه طاقة مهمة للبدء بالمشروع لاسيما وان مستثمرين جهزوا منطقة ببنية تحتية اولية من طرق وابار للمياه الجوفية، والمنطقة منظمة ومسجلة لدائرة الاراضي، ويمكن طرح المشروع للقطاع الخاص في البلدين لاطلاق المشروع وتقديم حوافز ضريبية وجمركية لإكساب المشروع مصداقية إضافية توفر احتياجات العراق، وتنشّط الصناعات الاردنية والخدمات المساندة من نقل بري وبنوك وشركات تأمين وفنادق وخدمات مساندة، وهذه مجتمعة توفر المزيد من فرص العمل الجديدة امام الباحثين عن فرص عمل منذ سنوات.
تأسيس منطقة صناعية بمواصفات خاصة تكون اقرب الى المحافظات الغربية العراقية، خصوصا وان العراق مقبل على ورشة عمل لإعادة البناء، مما يحول المنطقة الصناعية الى ماكينة عمل نشيطة تساهم في تلبية احتياجات العراق، وفي نفس الوقت يمكن الشروع في تأسيس منطقة حرة تجارية بين البلدين تساهم في تحسين الاداء الاقتصادي للبلدين، فالمنطقة الحدودية الصحراوية تحتاج الى اهتمام إضافي فهي تقع على مفترق طرق بين اربع دول ( الاردن العراق سورية والسعودية) وتستطيع بناء تجربة استثمارية واقتصادية تحول الصحراء الى منطقة حيوية توفر كل الخدمات من صناعة وتجارة وترويح.
تعطيل التنمية او إعاقتها في عدد من دول المنطقة جراء صراعات داخلية مدعومة خارجيا دفعت بالمنطقة وشعوبها الى الوراء عشرات السنوات، فالحاجة تستدعي الانتباه الى ان الفرص مواتية بعد السنوات العجاف السابقة، وان افضل حل للخروج مما كانت فيه المنطقة بالبناء والنماء، ويمكن الاستفادة من تجربة الاوروبيين في حربين عالميتين احرقت البشر والشجر والحجر، ولم يخرج الاوروبيون من تداعيات الحربين الا بالعمل الاقتصادي والتعاون بين الشعوب والدول الاوروبية، لذلك تحولت اوروبا الى ثاني اكبر سوق في العالم وتنافس شرقا وغربا في شتى المجالات، وهذه التجربة لازالت ماثلة امامنا، فالحروب آفة النمو.
التركيز على التنمية في العراق وسورية والاردن سيؤدي خلال سنوات الى مكافحة البطالة والفقر وبلوغ نمو مستدام، وان المعضلات الكبيرة التي تواجه المنطقة سببها زيادة الانفاق على حروب عبثية، هدرت الاموال والانسان بينما العالم يتسابق في الابداع والابتكار من اجل تحسين القيمة المضافة وزيادة الانتاجية واسعاد البشر، لذلك ان رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة كما يقول المثل الصيني..لذلك المطلوب من الجميع حكومات وقطاعا خاصا تقديم افضل ما لديه لانجاح التجربة فالمرحلة تحتاج كل الجهود ..وهذا هو المطلوب.
الدستور