يوم اسود
وفاة الطالب أسامة الدهيسات بهذه الطريقة في اجواء مشحونة بالعنف لهو دليل على فشل سياسات التعليم في الاردن، وكان الاجدى أن يقدم كل من رئيس جامعة مؤتة ووزير التعليم العالي استقالتيهما مباشرة حتى يمكن احتواء الازمة المتفاقمة وحتى توضع سياسات حقيقية لمواجة ظاهرة تحول الجامعات من ساحات علم الى ساحات قتال.
لقد بلغ السيل الزبي، ولم يعد الاردني يأمن على ابنه او ابنته في الجامعات بعد ان وصلت الامور الى القتل والطعن والتحرش والادارات الجامعية الركيكة تشاهد دون ان يكون لها رأي حتى في تطبيق التعليمات والانظمة، فكفى استهتارا بالوطن ومقدراته وابنائه.
نعرف كيف يتم تعيين رؤساء جامعات من اضعف ما يمكن لانهم لا يمتلكون المؤهلات ولا الخبرات العملية اللازمة، ونعرف كيف يتم تعيين العمداء في الجامعات الذين لا ينالون رضا الطلبة ولا اعضاء هيئة التدريس ولهذا نجدهم جزءا من المشكلة وليس الحل.
مقتل الطالب اسامة الدهيسات يجب ان يفتح عيوننا ، فالذي جرى ليس وليد الصدفة او انها حادثة معزولة وانما نتاج سياسات بدأنا نتلوع من نتائجها. الاردن يستحق افضل من هكذا وزراء تعليم عال وافضل من هكذا رؤساء جامعات وعلينا ان نعيد الالق للحرم الجامعي وذلك بتغيير سياسات القبول وتعيين رؤساء الجامعات وتغيير مادة التربية الوطنية الفاشلة التي لم تفلح في غرس هوية اردنية جامعة.
كما يستحق الاردن ان يتوقف الجميع عن التدخل في السياسات الجامعية واداراتها حتى تتمكن الجامعة من العودة الى مكانتها الطبيعية. الان المطلوب ثورة بالمعنى الحقيقي على كل الادارات الجامعية الضعيفة والركيكة وان يتوقف تعيين الرؤساء حسب ضغط من نواب او من محاسيب او من مراكز قوى. كما حان الوقت لأن ينتخب اعضاء هيئة التدريس عمداء كلياتهم لا أن يفرضهم رئيس جامعة تم تعيينه بتوصية من مراكز قوى وامنية!