الطراونة يكتب رسالة إلى وصفي التل
جو 24 :
كتب النائب مصلح الطراونة - رسالة الى وصفي في أواخر ليل الثامن والعشرين : ألف تحية وسلام لك في ثراك، سلام لروحك الثائرة بعد هذا الغياب،... سلام لصوتك الهادر الذي خبا ذات يوم فتركنا في عاصفة فقدك نتخبط حتى الساعة،... نبحث عنك في وجوه كل العابرين، نطارد طيفك في كل ما يشير إليك، علّك تخرج إلينا من بين الجموع، فتنفص عنا غباراً خلّفه غيابك المفاجئ.
ليلنا ازداد ظلمة، يا وصفي، و كثر النواح،... تكالب علينا اللصوص فأفقدونا لذة الصمود، نعثر و نعثر، وما زالت حالنا عاثرة، نخطب و نمارس تلك الظاهرة الصوتية المقيتة، و نظل نجتر غيابك و صورك و ذكراك دون ملل، و نكتفي...، تجار الوطن انتظروا غيابك ليحكموا القيد عليه، ها هو يختنق و ما زال، و لكن ثقتي بهذا الوطن تفوق يأسي مما فعله العابثون فيه، سينهض يوما ليخلع جذورهم، فهذا الوطن ( مهما وقع في النار لن يحترق).
اليوم في ذكرى غيابك مارسنا بوفاء العاجز اجترار صورك و أخبارك الماضية، مارسنا بكل ما فينا من بؤس تداول صورك و طلتك البهية تقول لنا - وإن لم نسمع - إلى متى؟؟... انتشرت بيننا أسئلة كثيرة تبحث عنك، نهايتها مفقودة، فراغاتها تريدك بكل شدة، وما فكرنا لبرهة لو أنك خرجت تجر أكفانك، فماذا ستفعل؟؟ و أي كلمات يمكنك أن تتقيأها في وجوهنا البائسة و ضعفنا اللامنتهي؟؟ أي شتيمة قبيحة ستصرخ بها بعد أن ترى كفايتنا بلوك اسمك، وتكرار بطولاتك؟؟ حتما ستبكي مثل ثكلى فقدت كل رجالها، ستجلس خلف جدار لتنوح بملء صدرك، لتنشج كمزراب شتائي ذات ليل.
في ذكراك لم نبحث بحق عن أشباهك، ولم نفعل شيئا سوى الاجترار،... في ذكراك اكتفينا بالتغني ( كان عندنا وصفي)، قال وصفي، هذا وصفي.... في ذكراك تداولنا قصتك حين تعطلت سيارتك على طريق باتجاه عمان و رفضت السيارة التي بعثها لك جلالة الملك، و بعد ذلك ركبنا سيارتنا الحكومية، و اتصل بعضنا بسائقه الحكومي يأمره بجلب مونة البيت، تذكرنا بيتك في الكمالية، و فكرنا بعد ذلك بمكافئة نهاية الخدمة، هي لا تكفينا علينا التفكير بإقرار زيادتها.
يا وصفي، خير لك أنك مت، طبت حيا و ميتا أيها الأيقونة.