الاحتلال الإسرائيلي يستغل وسائل التواصل الاجتماعي لضرب صمود المقدسيين
جو 24 :
حذّر مقدسيون من أن منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الموجهة، باتت إحدى أدوات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لضرب النسيج الاجتماعي المقدسي، وتشويه صمود المقدسيين من خلال بث الأخبار الكاذبة والشائعات المفبركة عبر صفحات إلكترونية مشبوهة، تهدف لخلق الفتن والعداوات بين مكونات المجتمع العربي في المدينة في محاولة لتفكيكه والنيل من صموده.
ولفت منسق مبادرة السلم المجتمعي المقدسي راضي حجازي، الى أن "لجانا إلكترونية اسرائيلية متخصصة، نشطت في الآونة الأخيرة تحت أسماء وهمية، او عبر اختراق أسماء حقيقية، بهدف إيصال معلومات خاطئة ونشر بيانات كاذبة وقصص وصور مفبركة"، مشيرا الى أن الكثير من الناس يتعاطون مع هذه المعلومات بحسن نية، ويعملون على إعادة نشرها، ما يؤدي الى حدوث مشاكل وخلافات وفتن تجعل المواطن المقدسي يعيش حالة من الفوضى التفكيرية وتزعزع ثقته.
ونصح حجازي في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، المقدسيين بعدم التعامل والتعاطي مع هذه المنشورات أو الانجرار وراء ما تبثه من إشاعات تهدف الى تفتيت المجتمع العربي، داعيا الى التعامل معها بالطريقة المعهودة وبمستوى وعيهم وتجاربهم الطويلة والمريرة مع أساليب الاحتلال.
ولفت حجازي الى أن الماكنة الإلكترونية الاسرائيلية يعمل عليها أكثر من 1500 ضابط متخصصين من أجل الوصول الى كل المجتمعات العربية والإسلامية، لكن تركيزها ينصب على إثارة النعرات والخلافات في المجتمع المقدسي بشكل خاص، والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، وبما يخدم أجندة الاحتلال وسياساته، محذرا الجميع من التعامل مع الإشاعات المغرضة التي تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وأشار المحامي في مركز القدس للمساعدة القانونية محمد أبو سنينة، الى أن أي مقدسي بات معرضا للملاحقة القانونية في أي وقت، ويمكن اعتقاله في أي لحظة بادعاء التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي حسب توصيف سلطات الاحتلال، مشيرا الى أن هناك الكثير من المواطنين الذين تم اعتقالهم على خلفية هذا الادعاء.
وحمّل نشطاء مقدسيون سلطات الاحتلال مسؤولية انتشار الصفحات المشبوهة وإدارتها والوقوف خلف منشوراتها، بهدف إثار الفتنة والبلبلة في صفوف المجتمع، وبث شائعات الترهيب والتخويف، داعين الى تحصين الوعي المجتمعي في التعامل مع هذه الصفحات، وعدم أخذ الأخبار منها أو الانجرار وراء أهدافها المسمومة.
وفي المحور المتعلق باستخدام السياحة الاسرائيلية كسلاح لتهويد وتزوير تاريخ القدس، أشار المؤرخ والدليل السياحي المقدسي روبين ابو شمسيه، الى عدة اتجاهات واضحة بمفهوم تزوير التاريخ الحقيقي لمدينة القدس، كونها مركز الصراع الوجودي، والكثير من الاستراتيجيات التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي، سواء في المجال الديمغرافي بالتهجير والاستيطان، او التراثي المعماري او في مجال الحفريات.
وأوضح ابو شمسية أن مفهوم السيطرة على المكان وتغيير الرواية كان يأتي في السابق ضمن المفهوم القانوني لبعض النواتج الأثرية والإرادة السياسية المفروضة على المكان، لكن بعد انتفاضة عام 2000، والصمت الدولي على التوسع الاستيطاني، وتشجيع ودعم الولايات المتحدة الأخير ، وخاصة فيما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، تداخل السياسي بالتاريخي ووجدت الرواية الاسرائيلية فرصتها لفرض نفسها دون الحاجة الى مبررات او الأخذ ببعض الاعتبارات للمحيط العربي الاسلامي او المجتمع الدولي.
وبيّن أن علم الآثار الاسرائيلي ينفرد عن غيره من علوم الآثار في الدول المختلفة، في أنه يطلق الرواية ويطبقها على الأرض، بينما علم الآثار الحقيقي يعني أن تجد الأثر ثم تستنبط منه الرواية، لافتا الى أن هذه اشكالية أخلاقية في العلم المنهجي للآثار، بحيث بات الاستهداف يطال الأماكن المسيحية من حيث محاولة تغيير المعالم والأسماء في المكان لكي تطغى عليه الصورة والصبغة اليهودية .
وأشار أبو شمسية الى المبادرات الفردية والجماعية التي قام بها مقدسيون، لتوضيح الرواية العربية الاسلامية والمسيحية الحقيقية في مواجهة الرواية الاسرائيلية الكاذبة والمزورة، مؤكدا ضرورة القيام بالكثير من المبادرات لإظهار الكثير من التغيير والتزوير الذي حدث في عهد الاحتلال.
وقال رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة، إن السواح الذين يأتون الى القدس لديهم خلفيات معرفية مختلفة عنها، حسب البلد والدين والثقافة، وحسب ما تعلموه مسبقا عن القدس، حيث أن كل من يأتي للقدس، يزور شيئا موجودا بداخله قبل أن يشاهد الأمكنة على أرض الواقع، مشيرا الى أن أهمية الدعاية والإعلام في هذه المسألة خاصة في ظل تفوق الاحتلال في هذا المجال من خلال ماكينته الإعلامية ومراكزه الدعائية في عواصم دول كثيرة.
وأشار المرشد السياحي المقدسي خليل صبري، الى محاولات الاحتلال لوضع مقاربات لدلالات أثرية فيما يتعلق بالتاريخ المزعوم لليهود في فلسطين، إضافة الى اهتمامه بإعداد الأدلاء السياحيين الذين يشكلون رسلا لهم في مختلف أنحاء العالم الخارجي.
وأظهر تقرير "القدس في عيون الأردنيين" إجماعا في صفوف طلبة جامعة اليرموك، على وجوب زيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى، لما لهذه الزيارة من أهمية في مواجهة تهويد القدس، والمحافظة على الهوية العربية الاسلامية في وجه محاولات الاحتلال طمس هذه الهوية الراسخة في جذور التاريخ، وما لها من دور في إعمار المسجد الأقصى، والشد من أزر المرابطين فيه وتعزيز صمود المقدسيين من خلال تنشيط أسواقهم، وتوجيه رسالة للعدو الاسرائيلي بأن القدس وفلسطين لها أهلها العرب الذين يهتمون بها ويدافعون عنها ويتمسكون بعروبتها، ويحمون مقدساتهم الاسلامية والمسيحية، ويؤكدون على حقهم الأبدي فيها .
--(بترا)