jo24_banner
jo24_banner

الصحفيون على الرابع: من شهود الى ضحايا

الصحفيون على الرابع: من شهود الى ضحايا
جو 24 :
كتب احمد الحراسيس - تفقد الصحفيون، الخميس، معداتهم وانطلقوا إلى الدوار الرابع من أجل تغطية الفعالية الأسبوعية التي يشهدها محيط دار رئاسة الوزراء، ذهبوا لنقل المشهد الحقيقي ومطالب المعتصمين الذين ملّوا نهج حكومات الجباية والارتهان لصندوق النقد الدولي وغيره من الدول المانحة ويريدون محاسبة الفاسدين الذين نهبوا البلاد وأفقروا العباد. لكن، يبدو أن الحكومة لا تريد لصوت المحتجين أن يصل، بخلاف ما كان عليه الأمر في احتجاجات رمضان التي أطاحت بالحكومة السابقة وجاءت بالدكتور عمر الرزاز والعقد الجديد إلى الدوار الرابع..

بدأ التضييق على الصحفيين بقطع خدمة البثّ المباشر في تمام الساعة الخامسة -موعد بدء الفعالية- قبل أن يتمّ التغلب عليها ببرامج التصفح الخفي التي انتشرت انتشار النار في الهشيم بين الأردنيين، ثمّ كان القرار باللجوء إلى الأسلوب القديم المتمثل بالاعتداء الجسدي على الصحفيين!

بعد أن تمكن معتصمون من مغادرة الساحة المقابلة لمستشفى الأردن والوصول إلى دوار الشميساني، تبعهم عدد من الصحفيين لتغطية المشهد هناك باعتباره حدثا وتحوّلا مهما في احتجاج الخميس، فاستنفرت قوات الأمن والدرك واندفعت باتجاه المحتجين في محاولة منها لفض الاحتجاج، فاعتدت على بعضهم بالضرب واعتقلت اخرين قبل أن تقطع الطريق على الصحفيين الذين كانوا يوثّقون المشهد وتحاول منعهم من التقدم نحو موقع الحدث، وهو ما رفضه بعض الصحفيين الذين أصروا على مواصلة نقل المشهد بشكل كامل.

تقدّم الصحفيون متسلحين بكاميراتهم وهوياتهم الصحفية "الباجات"، غير أن كوادر من قوات الأمن والدرك لم تلتفت ولم تحترم سلطة الصحفيين وهوياتهم التعريفية، وأصروا على ضرب الصحفيين ومنعهم من التصوير أثناء اعتداء الأمن والدرك على المحتجين واعتقال بعضهم!

الزميل عبدالرحمن ملكاوي من الاردن24، والزملاء من قناة الاردن اليوم، والزميل رضا ياسين الذي لم تعترف قوات الأمن بهويته الصحفية مطالبين بابراز "عضوية النقابة"، وغيرهم تعرضوا للاعتداء إما بالضرب أو التوقيف، والطامة أن كلّ نداءاتهم وتعريفهم بأنفسهم على أنهم صحفيون لم يجدِ نفعا مع مرتبات الأمن والدرك المعبئين، فواصلوا الاعتداء دون أي رادع، ليتحوّلوا من شهود إلى ضحايا..

والأنكى من ذلك، هو لجوء الأمن العام لاصدار تحذير فور تواتر أنباء الاعتداء على الصحفيين، وهو ما بدا ضربة استباقية تستهدف تبرئة كوادر الأجهزة الأمنية من الذنب الذي اقترفوه وتحميل الصحفيين أنفسهم مسؤولية الاعتداء عليهم!

وكان لافتا في كلّ تلك الأحداث الصمت المطبق الذي خيّم على نقابة الصحفيين بالرغم من وجود مندوبين عن مجلس النقابة، فلم نلمس اجراء ولم يصدر بيان أو تصريح ضد كلّ تلك الاعتداءات الممنهجة، وهو أمر لم نعتده على مجالس النقابة السابقة حين كان يُبادر نقيب الصحفيين الأسبق الزميل طارق المومني للاطمئنان على الصحفي المعتدى عليه واجراء مخاطبات رسمية واطلاق تصريحات واصدار بيانات تندد بحوادث الاعتداء على الصحفيين، لم يكن مجلس النقابة حينها يبحث في سجلات النقابة عن اسم المعتدى عليه، فالاعتداء وإن لم يجرِ على عضو هيئة عامة فإنه استهدف عمل الصحفي.

ونستذكر هنا حادثة الاعتداء على الزميل عمر الدهامشة من وكالة الأنباء الأردنية وهو المنتسب لنقابة الصحفيين، ولم يلتفت أحد من أفراد الأمن لكلّ النداءات التي أطلقها بالتعريف عن نفسه بالقول "صحفي.. صحفي.. صحفي"، فيما لاذت النقابة بالصمت بعد ذلك الاعتداء ولم نسمع لها أي تصريح إلا لدى اثارتنا قضيته اعلاميا..
  
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير