jo24_banner
jo24_banner

أذان الفجر من موقع الكنيست!

حلمي الأسمر
جو 24 :

بخجل وحذر شديدين، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء الهجوم الكبير الذي شنه مؤيدون للحق الفلسطيني على المواقع الإسرائيلية على شبكة الإنترنت، ويبدو أنه تم التعامل مع هذا الحدث التاريخي بنفس معايير التعامل مع الخبر العسكري «الأمني» في إسرائيل، حيث لا يتم نشره إلا بعد ان يمر بمرحلة الفلترة والرقابة العسكرية الشديدة!.

بقيت طيلة ليلة أمس اتابع تطور الحدث بشكل دقيق، خاصة على «تويتر»، ومن خلال أكثر من حساب يعود لمن قاموا بالهجوم، وكان واضحا انه من الشراسة بمكان، حيث كنت اتتبع المواقع التي يُعلن عن مهاجمتها وإسقاطها، او العبث بها، وكنت أتأكد بنفسي من صدق ما يعلنون، وكان لافتا جدا تعمد المهاجمين لوضع مشغل تلاوات من القرآن الكريم على اغلبية المواقع التي هوجمت، إضافة إلى صور شهداء واسرى، كالعيساوي وابو حمدية، فضلا عن أناشيد فلسطينية وحماسية، حتى أن أحد المغردين اطلق تغريدة لافتة حينما أعلن قائلا: بعد قليل سيرفع اذان الفجر من موقع الكنيست الإسرائيلي، حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس وضواحيها!! وقال آخر: لمتابعة آخر الأناشيد الحماسية، والجديد في النشيد الإسلامي، زوروا المواقع الإسرائيلية التالية، ومنها موقع حزب الليكود الحاكم، والموساد، وشرطة تل أبيب، وغيرها كثير ممن تم اختراقها، وربما عادت للعمل بعد حين!.

الهجمة الإلكترونية كانت موجعة، رغم أنها لم تكن مباغتة، فقد كانت معلنة منذ أيام، وتزامنت مع ذكرى ما يسمى الهولوكست عبر رسالة بثتها منظمة «أنونيموس» اي المجهولين، وهي تحالف من الهكرز الدوليين، يدعون لحرية الرأي والتعبير عبر الانترنت، وتضم المئات على المستوى الدولي، وهي مجموعة حرة ومستقلة تعمل في مجال النضال عبر الاختراق البرمجي. وُجدت عام 2003م تمثل مفهومًا لمستخدمي الإنترنت وغير المستخدمين معًا، الموجودين كمجتمعات يُطلق عليها مجازًا الدماغ العالمي الرقمي اللاسلطوي، صنفت شبكة (سي إن إن) عام 2012م الأنونيموس كأحد أهم ثلاثة حلفاء للويكليكس، وصنفتهم مجلة التايم الأمريكية كواحدة من أكثر المجموعات تأثيرًا في العالم، وقد استمعت لرسالتهم الموجهة لإسرائيل، وبدا أنهم يؤيدون بشكل قوي الحقوق الفلسطينية، ويعارضون بشدة سياسة الاحتلال العنصرية.

هجوم الأنونيموس بالأمس، والذي شارك فيه عدد كبير من «قراصنة» النت العرب والمسلمين، سنة وشيعة، ومن جميع الفصائل، وحتى من أنصار الأسد، الذي وضعوا صورته على أحد المواقع، هذا الهجوم غير المسبوق له اكثر من دلالة استراتيجية، خاصة بعد الاستنفار الأمريكي والغربي لإنقاذ إسرائيل وحمايتها من المحو عن خريطة الإنترنت، وسيكون له ما بعده، حيث لا يسعفنا المكان للخوض فيه، لعلنا نعود إليه للحديث فيه أكثر!.(الدستور)

hilmias@gmail.com

تابعو الأردن 24 على google news