التحول نحو ديمقراطية الكف
خالد ناصر عبيدات
جو 24 :
لمن لا يعلم فإن ارقى انواع الديمقراطية هي تلك المسماة بديمقراطية الكف والتي تعد اقدرهن على صناعة تعايشٍ سلمي وحقيقي مع الحياة هو الاقدر على انتاج الرضا والقناعة بالمنطق فيما لو كان هذا المنطق يرتكز اصلاً على قيم ومباديء حقيقية راقية تؤمن بالواجبات كما تؤمن بالحقوق . ديمقراطية الكف تعنى بالتحول من حياة الرفاهية غير المطلقة الى حياة ٍ تعتمد الواقع وتنتهج سياسة ادارة الموجود . اعتدنا في الاردن وعلى امتداد سنواتٍ طوال ان نحيا وسطاً لا الى الفقراء ولا الى الاغنياء ، حاجاتنا مؤمنة وقيمنا تدعم قناعاتنا لنصبح ممن رضوا بالواقع ويعملون دوماً على ايهام انفسهم بالسعادة ... وهي بالمناسبة سعادة مقبولة وواقعية تشعر منتهجيها بأن على هذه الارض ما يستحق الحياة .
ديمقراطية الكف انتهجها الاردنيون طويلاً ، فهم وحدهم من يستطيع أن يميل ميلاً كبيراً نحو القناعة حتى باقل القليل وهو ما درجنا عليه طويلاً وانجزنا من خلاله انجازات عظمى اهّلت الشعب الاردني لأن يكون من الموفقين على مستوى المنطقة في العلوم والادارة والتكنولوجيا والسياسة والاقتصاد وغيرها ... لكن وللاسف فلقد باتت الحكومات هي من يمارس علينا ديمقراطية الكف ... يا بتسكت يا على صباحك ، حراكاتنا الشعبية مخترقة وديمقراطيتنا هزيلة مريضة نبذت الاجندات الوطنية والاستراتيجيات والدساتير والقوانين ، حكومات لا تمارس ولايتها العامة الاّ من خلال اللطم ... اقول اللطم لأننا نعايش هذه الايام شبه احكام عرفية اودت بنا الى افتعال كل ما نقدر عليه لحماية وجوهنا من كف الحكومات ، وكأنها تسير بنا الى الهاوية ... او الاصح تسير بالبلاد كافة الى حيث لا يعلم الاّ الله تعالى ولا يدري بمصيرنا الاّ الله تعالى الذي نسأله أن يحمي الاردن واهلها اجمعين .
ديمقراطية الكف والتخويف والتضليل مرفوضة جملةً وتفصيلاً ، لأن الاردنيون هم الاقدر على حماية بلادهم وديمقراطيتهم وحتى اقتصادهم ... هم الاقدر على التحول عن سياسة اذا ضربتك الحكومة على خدك الايمن فأدر لها خدك الايمن ... هم الاقدر على ذلك بدافعٍ من محبتهم وحرصهم على أن تبقى الاردن هي الانموذج وهي المثال المحتذى رغم جهود كل الحكومات التي لن تفضي الى شيءٍ سوى المزيد من تراجع الحريات والديمقراطيات .
كلنا نرحب بديمقراطية التشارك لا الاقصاء ، ديمقراطية الحرص على المصلحة العليا للدولة الاردنية .