الأمطار تنبئ بموسم زراعي جيد
الموسم المطري لعام 2018/2019 جيد من حيث معدل هطول الامطار ورفد السدود بمياه مبشرة بالخير علما بأن فصل الشتاء لا يزال في ذروته وان التنبوءات الجوية تشير الى ان الامطار ستكون اوفر من معدلات السنوات الماضية، وهذا بدوره ينعكس إيجابيا على القطاع الزراعي وعلى المخزون المائي، وان على جميع الجهات المعنية بالزراعة الاهتمام بالمحاصيل بشكل افضل لجهة زيادة الغلة الانتاجية من الخضراوات والزيتون والتمور والحمضيات وصولا الى الزراعة التقليدية من حبوب وغيرها، فالقطاع الزراعي برغم مساهمته 3 ٪ نسبة الناتج المحلي الاجمالي، الا ان القيمة المضافة والتشغيل وانتفاع نسبة كبيرة من المواطنين المشتغلين بالزراعة في الارياف ومربي الثروة الحيوانية تزيد عن 20 ٪ تقريبا.
وزارة الزراعة ومؤسسة الاقراض الزراعي والبنوك والصناديق المعنية بتمويل المشاريع الصغيرة مدعوة لزيادة انشطتها في الارشاد وتقديم الدعم الفني والزراعي ومكافحة الافات وصولا الى تقديم التمويل الميسر الذي سيكون له نتائج إيجابية على القطاع الزراعي والاقتصاد والمجتمع الاردني، فالاوضاع الاقتصادية والمعيشية تحتاج الى عناية بشكل غير عادي فالموسم المطري الجيد يمكن تحويله الى خير إضافي للشرائح الاجتماعية لاسيما المشتغلين في الزراعة والثروة الحيوانية، وكذلك على الصادرات الزراعية مع فتح المعابر الحدودية مع الاشقاء في العراق وسورية ولبنان.
وجود مئات الحفائر لتخزين مياه الامطار في مناطق البادية من الشمال الى الوسط والجنوب سيكون لها قيمة مضافة على الاردنيين في هذه المناطق، اما منطقة الاغوار يمكن زيادة انتاجية الزراعة اللاموسمية التي تزيد قيمة المنتجات وقدرتها التصديرية للخضار والفواكه للاسواق التقليدية، لذلك ان تقديم المزيد من التسهيلات للمزارعين ومربي الماشية يحسن الايرادات وربحيتهم بما يمكنهم من تطوير المستويات المعيشية والافلات من الفقر الذي اتسع نطاقه في معظم المحافظات خصوصا في البادية والارياف.
من الاليات التي اعلنت عنها حكومة د.الرزاز إطلاق شركة للتسويق الزراعي، وان الموسم المطري والزراعي القادم قد يعظم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، وان الجهات المعنية في وزارة الزراعة مدعوة لتقليص المنتجات الزراعية المستوردة التي تكلفنا كثيرا من الاموال وتثقل الرصيد الجاهز من العملات الاجنبية، فالاردن تاريخيا يكتفي بمعظم احتياجاته من الخضار والفواكه ويصدر للاسواق العربية، فالمنتجات الاردنية تلقى استحسان المستهلكين في اسواق دول الخليج العربي والعراق، الى جانب الرزنامة الزراعية مع الاشقاء في سوريا ولبنان، فالاسراع في تجديد هذه الروزنامات الزراعية يساهم في تحسين المردود الزراعي من جهة ويحقق التوازن للاسواق المحلية بالدرجة الاولى..الزراعة تحمل الخير الينا وعلينا الاستفادة من ذلك.