شعراءُ أيتامٌ على مائدةِ وزارةِ الثقافةِ ووزارةِ الإعلام
جو 24 :
الشاعر : محمد العياف العموش - أنجُ سعداً فقد هَلَكَ سعيدٌ ، هذا مُلَخَّصُ الثقافةِ في الأردنِّ عُموماً وفي المحافظاتِ خصوصاً وفي المفرقِ على وجهِ الأخصِّ ، حينَ يُشَكِّلُ ثُلَّةٌ من شعراءِ المفرقِ الكبارِ محليّاً وعربيّاً جمعيةً تحملُ على عاتقِها إظهارَ الوجهِ المُشرقِ للأردنِّ ثقافياً وشعريّاً ، وينجحون بدعمٍ سنويٍّ نزرٍ لا يتعدّى رُبعَ ضيافةِ مكتبِ معالي وزيرِ الثقافةِ ، فيقيمونَ عشراتِ الأمسياتِ والمهرجاناتِ في المفرق لشعراءَ من مختلفِ محافظاتِ الأردنِّ ، حتى صارتِ المفرقُ قِبلةً للشِّعرِ والثقافة ، ويُشاركونَ باقتدارٍ في عشراتِ الأمسياتِ في المحافظاتِ بدعمٍ هو 400 دينار سنويٍّ من وزارة الثقافة ؟!
نعم ، لقد حمّلنَا أنفسَنا فوق طاقتِها من العملِ والجُهدِ ، واقتطعنا من وقتِنا ووقتِ أُسَرِنا الكثير ، وجُـرنا على جيوبنا المتهالكة لتغطيةِ الجزءِ الأكبر من التكاليفِ ، وكان شعارُنا ( كلّه في حُبّك يهون ) .
الآنَ أزفُّ لوزارةِ الثقافةِ خبرَ استقالتي من الجمعية الثقافية والتي كانتْ نبراساً ومشعلاً تفوّقتْ على مديرية ثقافة المفرق في إبرازِ الوجهِ الثقافيِّ للمدينة ، ومدَّتْ جسورَ الحُبِّ والشعرِ لأخواتِها بقيةِ المحافظات .
إذهبوا أنتم ورواتبكم وجهودكم الشخصية فانشروا الثقافةَ ، إنّا ها هنا قاعدون ، هذا كان لسانَ وزارةِ ثقافتِنا العتيدة .
والأدهى أنّ الوزارةَ تضربُ قلوبَ الجمعياتِ الثقافيةِ بعضها ببعضٍ ، فتعطي الخاملَ منها ذات الدعم الذي تنالُهُ جمعيةٌ فيها خمسةُ شعراء فحولٍ ، وقدَّمتْ الكثيرَ الكثيرَ .
لستُ آسِفاً على استقالتي ، بل أأسفُ على الوقتِ الذي أنفقتُهُ والجهدِ الذي بذلتُهُ مُقتَطَعاً من حقِّ أولادي للحراثةِ في ماءِ بحرِ الثقافة ، خادعاً نفسي بأنني أمَثِّلُ بلدي وأرفعُ من شأنِهِ وهو يحاسبني على الوزنِ الزائدِ في مطارِهِ وأنا أحملُ خفائفي من الملابسِ والثقيلَ مِنَ الفرح والاعتزاز والأحلامِ أنَّني ذاهبٌ لتمثيلِهِ وهو يُمَثِّلُ عليَّ ، وإعلامُهُ يستضيفُ كلَّ شيءٍ إلا الشعراء والمبدعين .
هذه الوزارةُ بوزرائها المتعاقبين ترنو إلى تجميلِ صورتها بإعلامِ النفخِ ومكياج التزييف .