«إنستكس» رد أوروبي أو تجاوز على الدولار..
خالد الزبيدي
اوروبا التي لا تزال تستذكر كلمات بوش الابن عندما وصفها القارة العجوز، جاءت سياسات ترمب متممة للمواقف الامريكية حيال حلفائها الطبيعيين، فشن حربا تجارية على دول اوروبية رئيسية وصولا الى الصين وروسيا وكندا، وهذه الحرب المكلفة على الاقتصاد العالمي تتنكر لمواثيق منظمة التجارة العالمية، لم تحم الاقتصاد الامريكي فقد رتبت عليه تكاليف إضافية وقلصت تنافسية المنتجات الامريكية في اسواق التصدير العالمية، اصحاب القرار الصناعي الامريكي عبروا عن امتعاضهم لقرارات الرئيس ترمب الا ان سياسة ادارته متقلبة وتقدم صورة غير وازنة للقرار الامريكي المتعارف عليه طوال السنوات والعقود الفائتة سواء اتفقت معها او اختلفت عليها.
منذ انفجار الازمة المالية العالمية في العام 2008 قدم محللون كثيرون في مناطق مختلفة من العالم ذكروا صراحة ..ان النظام المالي السائد لا يخدم النمو العالمي وان الحاجة باتت ماسة لنظام مالي عالمي متعدد الاطراف، اي ان الدولار سيتراجع كعملة معيارية دولية للتجارة بين الدول، لذلك شهدت الاسواق الدولية تطورات غاية في الاهمية خلال السنوات منها زيادة المبادلات التجارية بين الصين وروسيا بالمقايضة و/ او بعملات البلدين، وهناك دول اخرى تتعامل تجاريا بمعزل عن العملة الاميركية التي تراجع دورها في النظام المالي العالمي.
قناة المدفوعات الاوروبية الايرانية لا تقتصر على المبادلات السلعية وإنما ستعتمد على تأسيس بنك لمأسسة التجارة وإقامة الاستثمارات، ومن نتائجها تحييد الدولار كعملة دولية للمبادلات التجارية، فالدول الثلاث المانيا وفرنسا وبريطانيا يعادل نتاتجها الاجمالي نصف الامريكي تقريبا، وسيغري دول اخرى لادارة الظهر للعملة الامريكية الذي تظهر تراجعا كعملة احتياط في الاقتصاد العالمي .. خطوة التعاون الاوروبي الايراني متغير غاية في الاهمية فالتهديدات التي اطلقها ترمب قد تؤجج العلاقات الاوروبية الامريكية المتوترة اصلا.
الدستور