رحلة جمع المال من الخليج.. هل سينجح كوشنر بإقناع دول البترول بتمويل «صفقة القرن»؟
جو 24 :
يبدو أن البيت الأبيض يسابق الزمن لحشد أكبر دعم ممكن لما يعرف بـ»صفقة القرن» ذات المعالم الضبابية حتى اللحظة والتي تستهدف تسوية القضية الفلسطينية، حيث يبدأ كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر زيارته إلى 5 دول عربية على الأقل في أواخر الشهر الجاري، لإطلاعهم الشق الاقتصادي من الصفقة. مسؤولان أمريكيان كبيران قالا بحسب وكالة رويترز، إن كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، ومبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات يعتزمان زيارة سلطنة عمان والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في جولتهما التي ستستغرق أسبوعاً.
وقد يضيفان بلدين آخرين إلى جدول رحلتهما. في حين، ذكرت القناة العبرية الـ»13″، الجمعة، بأن كوشنر وفريقه سيعرضان على هذه الدول، الجوانب الاقتصادية لـ»خطة السلام»، في سبيل حشد دعمهم لها، مشيرة إلى أن هناك احتمالات أن يزور الوفد الأمريكي بلدين عربيين آخرين، لم يكشف عنهما.
الزيارة ستكون لقياس مستوى الدعم لخطة ترامب
المسؤولان الأمريكيان، أشارا إلى أن كوشنر وجرينبلات اللذين سيرافقهما في الجولة مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية برايان هوك وآفي بيركويتس مساعد كوشنر لن يطلعا الدبلوماسيين على «المكون السياسي» لخطة السلام الذي يشمل جميع القضايا الأساسية في النزاع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن بدلاً من ذلك، سيحاول كوشنر وفريقه، «قياس مستوى الدعم للشق الاقتصادي من الخطة الذي يتوقع أن يشمل مزيجاً من المساعدات والاستثمارات لمساعدة الشعب الفلسطيني»، بحسب المصادر. وقال مسؤول من البيت الأبيض، إن كوشنر سيطرح عناصر الخطة الاقتصادية على المنطقة، مشيراً إلى أن «الخطة الاقتصادية ستنجح فقط إذا دعمتها دول المنطقة»، مضيفاً: «هذا شق مهم للغاية من الخطة الشاملة».
وحول احتمالات نجاح كوشنر في هذه المهمة، يقول د. ناجي الظاظا الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني لـ»عربي بوست»، إن مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر رجل اقتصاد بالدرجة الأولى وهو مقامر ومغامر، وخطته باختصار هي الضغط على دول الخليج من أجل تمويل خطة ترامب التي ستقضي على القضية الفلسطينية. ويقول الظاظا إن موافقة دول الخليج على خطة كوشنر حول الدعم المالي للصفقة الخطيرة ستكون مجازفة تاريخية كبيرة، مشيراً إلى أن بعض هذه الدول ربما ستنأى بنفسها عن الخطة، ولكن ربما بعضها الآخر سينزلق فيها، مشيراً إلى أن ترامب يعتمد هنا على مبدأ، «من يدفع لأمريكا مرة سيدفع لها دائماً». ويرى الظاظا أن ترامب يريد تمرير صفقته إرضاءً لإسرائيل ولكن بمال غيره ودون تكلفة وجهد منه، إذ أنه ربما سيبتز بعض الدول الخليجية لجلب الدعم اللازم لتطبيق بنود الصفقة خلال أشهر قليلة، منوهاً إلى أنه حتى ولو وافقت الدول الخليجية على تمويل الصفقة، فإنها لن تستمر في دفع الأموال طويلاً، كما وصف.
تمويل دولي لقطاع غزة وأموال كثيرة.. هل يقبل الفلسطينيون بها؟
في السياق، وبحسب مصادر لرويترز، فإن زيارة كوشنر ستعمل على السعي للدعم الإقليمي للخطة الاقتصادية، باعتبارها «خطوة على طريق الكشف النهائي عن اقتراحات ترامب الشاملة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وبحسب مصادر إسرائيلية متطابقة، فمن المتوقع -على نطاق واسع- أن تشمل الخطة الاقتصادية اقتراحات بتمويل دولي لقطاع غزة.
وحول ذلك، يرى الباحث الظاظا أن الفلسطينيين سيرفضون أي مال على حساب تصفية القضية، وملف القدس واللاجئين، مشيراً إلى أن غزة بفصائلها، ترفض حالياً أي مال مقدم للقطاع لا يعمل على كسر الحصار ولا يخضع لسياسة الابتزاز الإسرائيلية، مستشهداً برفض حماس قبل نحو أسبوعين، المنحة القطرية القادمة عبر المعابر الإسرائيلية، لأنها أصبحت وسيلة ضغط وابتزاز للقرار السياسي في غزة. ولكن اعتبر الظاظا أن السلطة الفلسطينية وإن كانت في الظاهر ترفض بنود الصفقة فإنها تمهد لها على الأرض من خلال التنسيق الأمني وقطع الرواتب عن موظفي السلطة في قطاع غزة وتشديد الحصار عليه. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد رفض الحديث مع الولايات المتحدة عن أي خطة سلام في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن المسؤولين في البيت الأبيض يأملون في أن يتغير ذلك من خلال الضغط الخليجي والعربي عليه. وقال أحد المسؤولين لرويترز: «نأمل أن يقرأ عباس الخطة وأن يحكم عليها بصورة موضوعية وأن يجلس إلى الطاولة لإجراء مفاوضات بعد أن نعلن الخطة». وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يعقدون اجتماعات في نفس الوقت مع فلسطينيين «من مختلف المشارب» لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، على حد تعبيره.
مسؤولون في البيت الأبيض يأملون في أن يغير عباس من موقفه ويقبل بخطة كوشنر
إلى ذلك، يضيف المسؤولان الكبيران في البيت الأبيض، أنهما يدركان أن الدبلوماسيين العرب الذين سيجتمع معهم كوشنر ستكون لديهم الرغبة في معرفة عناصر المكون السياسي قبل أن يبدوا رأياً في الشق الاقتصادي. وقال أحد المسؤولين لرويترز، «إن العرب لن يدعموا الخطة الاقتصادية دون التأكد من أنهم سيدعمون أيضاً الخطة السياسية، نحن ندرك ذلك. لذلك سيكون الدعم مشروطاً على نحو ما بما إذا كانوا سيشعرون بالارتياح للخطة السياسية».
خطة غير واضحة المعالم.. توشك على التطبيق
وتأجل إعلان خطة ترامب عندما ثار غضب الفلسطينيين على قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول عام 2017. وتشير مصادر إسرائيلية، إلى أن الخطة السياسية سيتم الكشف عنها بعد أن تجري تل أبيب انتخاباتها في التاسع من أبريل/نيسان القادم، وهي الانتخابات التي ستقرر مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وحتى اللحظة، ليس واضحاً ما تقضي به خطة ترامب حول تسوية القضية الفلسطينية ككل، وكذلك بالنسبة لقضية القدس الحساسة. لكن الأسابيع الأخيرة، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أميركية، فيما قالته إنها مضامين وبنود للصفقة، منها منح إسرائيل الحق في ضمّ التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، إلى جانب فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
لكن كالعادة، سارع البيت الأبيض للتشكيك في هذه التسريبات، وفي تغريدة على تويتر قال جيسون غرينبلات، أحد مهندسي الخطة الرئيسيين، إن التقارير الإسرائيلية «غير دقيقة». وتعددت التسريبات عن مضامين هذه الخطة الأمريكية التي استمر البيت الأبيض في نفيها، فيما أعلن الفلسطينيون رفضهم المسبق للخطة، بعد أن قال الرئيس الأمريكي ترامب إن إدارته سترفع موضوع القدس عن طاولة المفاوضات. كما أعلن ترامب أنه يسعى لإسقاط قضية اللاجئين الفلسطينيين، بعد وقفه تمويل بلاده لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
?????:-?????? ?????? ?????? ???????? ?????? ????? ?????? ????? ????? ?????? ???? ?????? ????????? ?? ???? ????? ????? ????? ???? ?? ????? ?????? ?????? ??????? 5 ??? ????? ????????? ????? ???????? ???? ????????? ???? ??? ???????? ????????? ??? ??????? ??????? ?? ?????? ??????????
— laila odeh ????????? ???? ???? (@lailaodeh4) ? ?????? ????