مراقبة الشركات.. حركة كبيرة وانجاز ضعيف!
خالد الزبيدي
جو 24 :
تقديم خدمات للمراجعين في وزارات الدولة ومؤسساتها خصوصا قي المرافق التي ترتبط بالاعمال والاستثمارات يعتبر مكونا رئيسيا من مناخ الاستثمار، فالسرعة والتيسير على المراجعين غاية في الاهمية، فالمؤسسات التي حصلت على جوائز وحوافز يفترض ان تشكل قاطرة لخدمات المستثمرين والتسهيل عليهم، الا ان مديرية مراقبة الشركات التي سجلت يوما حالة مميزة قد تكلست، فالتباطؤ وتجاهل المراجعين والقسم الاكبر من الموظفين إما لا يجلسون على مكاتبهم أو يماطلون في الاستجابة للمراجعين ينشغلون بإحتساء الشاي والقهوة.
أما سعيد ..فهو موظف مجد يحب عمله لا يرفع رأسه عن الملفات اما الواسطة وتدخل زملائه غير مقبول يكثر من التدقيق فالصورة واضحة عند سعيد، وكم تمنيت لو أن كل موظفات وموظفي مراقبة الشركات كلهم سعيد وإعتماد حقا النافذة الواحدة (التلر) لإكمال معاملة المراجع بدون عناء والانتقال من مكتب لآخر بدون مبررات.
تطوير بيئة الاستثمار عملية مستمرة حيث نجحت دول ومقاصد استثمارية كثيرة في تحسين القوانين والتشريعات الناظمة للاستثمارات وقيام الموظفين بأعمالهم بشكل فعال وتقديم خدمات فضلى للمراجعين، الا ان حال معظم المؤسسات الحكومية يعتريها الارتخاء وعدم القيام بأعمالهم كما يجب فالمراجع هو المصدر الرئيس لدخل المؤسسات وموظفيها وبرغم ذلك يتم التعامل مع المراجعين بشكل غير مقبول.
ثلاث ساعات قضيتها في اروقة مراقبة الشركات امس .. حركة كبيرة وإنجاز اقل ما يقال عنه بأنه ضعيف، فإنجاز اي معاملة يعني زيادة ايرادات المديرية والخزينة، فالشكل العام نظامي من الدور والمناداة على المراجعين طبيعي لكن الانجاز كما اسلفت يمكن ان يكون افضل واكثر فعالية، وهذا يتطلب إجراء تقيم لاداء الموظفين من قبل مراقب الشركات و/ او مدير السجل العام وغير ذلك وصولا الى الوزير.
الاقتصاد الاردني يمر في مرحلة صعبة إذ يحتاج الى مضاعفة الجهود لا التراخي، فالتسهيل على المستثمرين والتجار والمصدرين للاستفادة من الوقت الذي يوصف بأنه فرص واموال ضائعة في حال التأخير غير المبرر، وهذا لا ينطبق على وزارة الصناعة والتجارة ومؤسساتها فقط وانما لكافة مؤسسات الدولة الاردنية.
الانفتاح على اسواق التصدير بعد فتح الحدود الشرقية والشمالية يتطلب نفض الغبار والقيام بالاعمال بشكل مبدع حتى لا تفوت علينا فرص مهمة، فبيئة الاستثمار منظومة متكاملة كالماكينة بعضها يساعد البعض الاخر للوصول الى افضل النتائج، فالاردن قبل اكثر من عقد كان حاضنة استثمارية دافئة للاستثمارات والمستثمرين وان استرداد تلك الصورة يحتاج الى عمل مخلص مجد وهذا ما نحتاجه في هذه الايام.. ومرة اخرى شكرا لـ سعيد في مراقبة الشركات.