خطف الثورة قبل نجاحها!
حلمي الأسمر
جو 24 : كتب الدكتور صالح النعامي، على صفحته على الفيسبوك: إن أكبر خطر يتهدد الثورة السورية، وأهم انجاز يمكن أن يحققه نظام الإجرام في دمشق هو أن تصبح « القاعدة « الأعلى صوتاً، وأن تتصدر المشهد السوري... هذا تشويه لمظلومية الشعب السوري وتزييف لإرادته واغتصاب لأجندة ثورته... هذه عودة مأساوية لتجارب الفشل في العراق وأفغانستان والجزائر... لم تتحرك « القاعدة « في أي مكان إلا أسهم دورها في مساندة الطغيان والاستبداد!
يختصر النعامي هنا مخاوف كل من يتعاطف مع الشعب السوري، وليس بالضرورة ان يكون مناهضا أو معاديا لهذا التنظيم الهلامي الذي لا شكل محددا له، ويسمى القاعدة، وهنا لا بد من الإشارة لجملة من المسائل، كي تكتمل الصورة، من جوانبها كافة..
أولا/ فكر ما يسمى «القاعدة» فكر إسلامي في أصله، ولا يمكن لأحد أن يخرج أصحاب هذا الفكر من الملة، إلا من أحل دما حراما، وإن هم استسهلوا هذا الأمر في التعامل مع خصومهم، بل ذهبوا إلى ابعد من هذا، حين تهاونوا في الإفتاء بعملية هدر دماء بريئة، وهو أمر يشذ عن قاعدة إجماع الأمة، واجتهادات علمائها الثقات، ومن أسف أن بعض منظري القاعدة الذين يلقون آذانا صاغية وامتثالا فوريا من لدن الأتباع، ذهبوا مذاهب شتى وغريبة في استحلال دماء الناس، مسلمين وغير مسلمين.
ثانيا/ حيثما وجد أفراد هذا التنظيم جلبوا معهم كل قوى الشر العالمية، ويبدو أن بعض التنظيمات المرتبطة به نأت بأنفسها عن اسم التنظيم، فتسمت بأسماء اخرى ملتبسة، كي تبعد عن اي تداعيات غربية شريرة، ومن هنا نستغرب أشد الاستغراب إصرار جبهة النصرة على مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ولا ندري ما القيمة المضافة لهذه المبايعة، إلا أن تستجلب عداء ليس وقته وغير منتج، وربما تعطي لنظام الأسد مبررات للتشدق والجعجعة بما كان يقوله على الدوام، من وصم لثورة الشعب السوري بالإرهاب، هذا، إضافة إلى الحرج الذي تسببت به هذه المبايعة لأنصار سوريا والهيئات المتضامنة مع الثورة، فضلا عن الأطر التنظيمية للثورة بالخارج، خاصة وأن سوريا الثورة بحاجة الآن لأي جهد لإسنادها والتخذيل عنها، لا خذلانها!
ثالثا/ لئن استسهل بعض أنصار تنظيم القاعدة تكفير الناس وإهدار دمهم، إلا أننا ننأى بأنفسنا عما يفعله هؤلاء، بل ندعوهم إلى كلمة سواء، ونحسبهم أخوة ربما شطت بهم اجتهاداتهم، وندعوهم مخلصين محبين أن يرأفوا بأنفسهم وأمتهم، وان يوسعوا دائرة رؤيتهم للواقع دون تفريط أو إفراط، وبما لا يخرج عما أجمعت عليه الأمة وعلماؤها الثقات، فنحن امة وسط، نعمل بوصية محمدنا صلوات الله عليه وسلامه: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق!
أخيرا..
يعلم كثيرون ان هلامية القاعدة كتنظيم، أتاح المجال لاختراقها والعبث بها في غير ساحة، وربما توظيف بعض أفرادها من حيث لا يدرون في أعمال شريرة، ولا نستبعد هنا أن تكون المبايعة إياها نوعا من هذا الاختراق، لإهدار دم ثوار سوريا، وخلط الحابل بالنابل، وبالتالي فتح الباب للعبث بالثورة من قوى عربية وغربية، تريد أن تسرق الثورة مبكرا، قبل أن تعقد ثمارها، ولعل هذا اخطر ما يمكن ان يحدث لثورة خلفت ولم تزل كل هذه الدماء!الدستور
hilmias@gmail.com
يختصر النعامي هنا مخاوف كل من يتعاطف مع الشعب السوري، وليس بالضرورة ان يكون مناهضا أو معاديا لهذا التنظيم الهلامي الذي لا شكل محددا له، ويسمى القاعدة، وهنا لا بد من الإشارة لجملة من المسائل، كي تكتمل الصورة، من جوانبها كافة..
أولا/ فكر ما يسمى «القاعدة» فكر إسلامي في أصله، ولا يمكن لأحد أن يخرج أصحاب هذا الفكر من الملة، إلا من أحل دما حراما، وإن هم استسهلوا هذا الأمر في التعامل مع خصومهم، بل ذهبوا إلى ابعد من هذا، حين تهاونوا في الإفتاء بعملية هدر دماء بريئة، وهو أمر يشذ عن قاعدة إجماع الأمة، واجتهادات علمائها الثقات، ومن أسف أن بعض منظري القاعدة الذين يلقون آذانا صاغية وامتثالا فوريا من لدن الأتباع، ذهبوا مذاهب شتى وغريبة في استحلال دماء الناس، مسلمين وغير مسلمين.
ثانيا/ حيثما وجد أفراد هذا التنظيم جلبوا معهم كل قوى الشر العالمية، ويبدو أن بعض التنظيمات المرتبطة به نأت بأنفسها عن اسم التنظيم، فتسمت بأسماء اخرى ملتبسة، كي تبعد عن اي تداعيات غربية شريرة، ومن هنا نستغرب أشد الاستغراب إصرار جبهة النصرة على مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ولا ندري ما القيمة المضافة لهذه المبايعة، إلا أن تستجلب عداء ليس وقته وغير منتج، وربما تعطي لنظام الأسد مبررات للتشدق والجعجعة بما كان يقوله على الدوام، من وصم لثورة الشعب السوري بالإرهاب، هذا، إضافة إلى الحرج الذي تسببت به هذه المبايعة لأنصار سوريا والهيئات المتضامنة مع الثورة، فضلا عن الأطر التنظيمية للثورة بالخارج، خاصة وأن سوريا الثورة بحاجة الآن لأي جهد لإسنادها والتخذيل عنها، لا خذلانها!
ثالثا/ لئن استسهل بعض أنصار تنظيم القاعدة تكفير الناس وإهدار دمهم، إلا أننا ننأى بأنفسنا عما يفعله هؤلاء، بل ندعوهم إلى كلمة سواء، ونحسبهم أخوة ربما شطت بهم اجتهاداتهم، وندعوهم مخلصين محبين أن يرأفوا بأنفسهم وأمتهم، وان يوسعوا دائرة رؤيتهم للواقع دون تفريط أو إفراط، وبما لا يخرج عما أجمعت عليه الأمة وعلماؤها الثقات، فنحن امة وسط، نعمل بوصية محمدنا صلوات الله عليه وسلامه: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق!
أخيرا..
يعلم كثيرون ان هلامية القاعدة كتنظيم، أتاح المجال لاختراقها والعبث بها في غير ساحة، وربما توظيف بعض أفرادها من حيث لا يدرون في أعمال شريرة، ولا نستبعد هنا أن تكون المبايعة إياها نوعا من هذا الاختراق، لإهدار دم ثوار سوريا، وخلط الحابل بالنابل، وبالتالي فتح الباب للعبث بالثورة من قوى عربية وغربية، تريد أن تسرق الثورة مبكرا، قبل أن تعقد ثمارها، ولعل هذا اخطر ما يمكن ان يحدث لثورة خلفت ولم تزل كل هذه الدماء!الدستور
hilmias@gmail.com