باسم سكجها يكتب عن الكرسي الهزّاز و الفرعنة !
لا تمرّ سنة، إلاّ وأكون كتبت فيها مرتين على الأقل عن"الكرسي الهزّاز”، ذلك الذي يتسوّل الشخص الوصول إليه، لكنّه حين يُصبح مسؤولاً يجلس عليه، فسرعان ما يظنّ أنّه باق له إلى الأبد، ويتصرّف على هذا النحو، ليكون شعار حياته:”يا أرض اشتدّي وما حدا قدّي”…
وكما الدنيا أيام معدودات، فالكرسي أيضاً لا يبقى لأحد، ولو بقي لهذا لما وصل لذاك، فهو هزّاز وفي أكثر الأحيان يغدر الجالس عليه، بل ويلفظه بعيداً بعيداً، ونكاد نسمع الكرسي نفسه يضحك على ذلك الذي ظنّ أنّه امتلكه إلى الأبد.
نحن، هنا، بالطبع، نتحدّث عن الوظيفة العامة، وعن هؤلاء الذين لم يحترموها مع تكريمهم بها، فاختالوا في الأرض، وكبرت رؤوسهم حتى تطاولت السماء، ولكنّ ما من طير طار وارتفع إلاّ كما طار وقع!
ومن تجربتنا الطويلة، فلا نكاد نذكر أو نتذكّر الكثير من هؤلاء، مع أنّهم كانوا ملء الصفحات والشاشات، ولكنّنا نتذكّر هؤلاء الذين ملأوا كراسيهم، وعملوا منها مكان خدمة عامة للبلاد والعباد، فكسبوا احترام أنفسهم قبل احترام الآخرين، وسجّلوا شخصياتهم في كتاب الوطن بحروف من ذهب.
الكرسي هزّاز، يا جماعة، يا مسؤولين، فطوّلوا بالكم علينا، واستهدوا بالله، واحترموا الناس، واعملوا الطيّب واختصروا الشرور، ولا يأخذكم الوهم إلى الفرعنة، فالأيام أطول من أهلها، ومن قليل أشهر أو سنوات، وعليكم أن تعرفوا أنّ الأردنيين كسروا على مدار تاريخهم الآلاف من الجرّات فرحاً بلفظ الكرسي الهزاز أمثالكم…