من انتم ايها المتحدون الصابرون المعتصمون عند شرفات القصر الملكي !!
محمد البزايعه
جو 24 :
انا الذي غادرت مدينتي مشيا على الأقدام في شدة البرد وهطول المطر ، انا النار والماء الشمس والقمر والبرد والحر والصيف والشتاء والسماء والارض ، وانا كل احرف الضاد وكل المعاني وكل الهضاب والسهول وكل الكلمات والاهازيج ... انا الذي حين اتى ربيع شبابي تساقطت كل اوراق الخريف على راسي فلم يظهر من جسدي شئ ! واصبحت اعيش تحت اوراق الخريف مختفيا لا تعلمون عن مكان وجوده ، ولا حتى هل انا موجود بالأساس ! من اجل ذلك خرجنا مشيا على الاقدام نحو العاصمة عمان صوب ملك البلاد ، كي نزيل عنا الاوراق وتعرفوا من نحن ومن نكون !! كيف اعرفكم بنفسي وبماذا ابدأ ... انا الذي دائما اعاني فشل الحكومات في ادارة ملفاتها الاقتصادية والاجتماعية ومشاريعها التنموية ، انا من يتحمل دفع ضريبة فشلهم من جيبي الممزق - ان زاد شغفك لمعرفتي اكثر - اعود فاقول : انا برغم عيشي في وطني كأنني غريب ولا انتمي اليه ! وبرغم تكبدي المعاناة وحياة الشقاء والظلم وضياع حقي المسلوب والمنهوب من ثروات ومقدرات الوطن، برغم حرماني من شهاداتي العلمية وخبراتي العملية، وبرغم من يرسم لي مستقبل مشوه ملئ بالغموض والخوف، برغم من يصعد على كتفي للوصل الى كرسي ومنصب، رغم ذلك اقولها بلا فخر ولا منة، نحن بحمد الله وفضله من يكرم الضيف ويغيث الملهوف ويدافع عن المظلوم وينصره، نحن من يحمي الديار ويقدم ماله وروحه رخيصة في سبيل الله، ولا يخشى في الله لومة لائم، في الوقت الذي من يلوذ فرارا ويولون الدبر هاربين الى خارج الوطن بعد ان يشربوا القهوة في صالات المطار والمغادرة، ولكن نتمنى قبل مغادرتكم ارض الوطن ان تقرأوا تاريخنا المسطر في دفاتر الوطن باحرف من ذهب، التاريخ الأصيل المكلل بالمجد والعز والفخار.. فانا يا هذا اعتصمت عند من يعرفني، ويعرف تاريخ اجدادي ويقدر اهل الشجاعة والبطولة انه ملك البلاد عبدالله الثاني، وندعو الله تعالى ان يكون سببا سخره الله لنا كي ينقذنا من حياة البؤس والحرمان والجوع؟ وان ينقذ الوطن من الفساد والمحسوبيات وسوء ادارات الازمات؛ ولكن اه، ثم اه ان نصل الى طريق مسدود بعد ان توسمنا بقائد البلاد خيرا وجلسنا الايام تلو الايام امام شرفات قصره ان يقول لنا من أنتم ؟ من أنتم ؟