jo24_banner
jo24_banner

من أنتم!

ايمن علي ابو تايه
جو 24 :

عندما انطلقت رصاصة الثورة العربية الكبرى كانت القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية هي التي تدفع بأرواحها وفلذات أكبادها نصرة للثورة وعندما تحقق حلم الهاشميين بتحرير " الوجه " معقل العثمانيين الأكثر ضراوة بشبه الجزيرة العربية اتجهت الأنظار لقبائل جنوب بادية الشام تحديداً وكان عملاق الثورة العربية الكبرى عودة أبوتايه حاضراً لنصرة الهاشميين ومحققاً لحلم العرب ..
التفت القبائل وجميعها بجنوب بادية الشام في حين أن الأردن لم يكن آنذاك إلا جزءاً من بلاد العرب أوطاني وعلت بشائر النصر في " الجفر " حيث الجيوش القادمة للسير جنوباً للعقبة ومن ثم شمالاً حتى دمشق آخر معاقل العثمانيين ببلادنا العربية ومن ثم جاءت أمارة شرقي الأردن لتؤسس لهذا الوطن ولتنادي لبنائه وما من يوماً لتتوقف قبائل هذا الوطن عن التضحية في سبيل قضايا الأمة ونصرةً لها وعلى رأسها فلسطين وقدسها وخليلها وأرضها المباركة . آلاف الشهداء من قبائل البادية الجنوبية ومن معان لا تزال قبورهم شاهدة عيان لتلك التضحيات والبطولات دفاعاً عن فلسطين وشعبها وترابها الطاهر .
شباب البادية الجنوبية وبمحافظاتها البعيدة أخذوا على عاتقهم الزحف سيراً لعمان .. عمان تلك القرية الصغيرة التي جاءها أجدادهم ليخلصوها من الحكم العثماني ويجعلون أهلها ينعمون بخيراتها ويؤسسون لهذا الوطن والذي وبكل أسف أدار بظهره لهذه الفئة وسار لتهميشها بسبق إصرار وترصد .. عمان تلك التي لم تكن إلا قرية صغيرة لم يكن الهاشميين ليتساءلوا عنها وكثيراً بثورتهم تلك التي كانت حلماً لملك العرب الشريف الحسين بن علي ولأبنائه الذين أخذوا على عاتقهم الانطلاق بالثورة العربية الكبرى .ولكنهم كانوا حريصين على القبائل البدوية لنصرة الثورة وقد كان لهم ما كان من بيعة ونصرة حتى دخلوا الشام فاتحين منتصرين .
التاريخ مليئا بذكر القبائل الأردنية وتاريخها ونضالها وبطولاتها وشهدائها بفلسطين وعلى مر قرن من الزمان وما من احد ليتنكر لهذه السيرة العطرة والتضحيات الجسام إلا جاحداً أو حاقداً أو عميلاً وما من أحدا ليتساءل عن شباب هذه القبائل قائلاً من أنتم ؟ من أنتم ؟
نحن أبناء الحويطات والمعانية والحجايا وبني عطية والطفيلة والكرك والعقبة ونحن الذين ناصرنا الشريف الحسين بن علي في الثورة العربية الكبرى ونحن من فتح العقبة وسار شمالاً حتى وصلنا لدمشق فاتحين ومن ثم ذهبنا للقتال بفلسطين ودفعنا بأنفسنا وأبناءنا دفاعاً عنها ومن ثم قمنا ببناء الوطن لبنة لبنة وخندقاً خندقاً ووقفنا نحرس الوطن وندافع عنه ونقاتل الإرهابيين المتربصين به في قلعة الكرك وفي السلط وفي مخيم الركبان وفي فنادق عمان ومن ثم كنا ضد إسقاط النظام وهتفنا للوطن وللملك الذي جاءنا في قرانا وباديتنا مثمناً لنا هذا الوعي والوفاء في بيعة أبائنا وأجدادنا ولم نكن إلا أذاناً صاغية للحكومات المتعاقبة ومنتظرين لفرص الاستثمار وخلق فرص عمل ليبقي لنا بعض ماء الوجه ويقينا ذل السؤال ولكن ما من شيئا ليتحقق لعقود كنا بها صابرين مؤثرين الفقر على الإخلال بأمن الوطن الذي بناه أبائنا وأجدادنا ووقفنا للدفاع عنه وقد طرأت لنا فكرة السير زحفاً لعمان تلك التي احتلتها وجوه لم نعد نتعرف لتفتح بشرتها البيضاء والتي تختلف وكثيراً عن بشرتنا المحمصة بشمس الجنوب وغباره وشظف عيشه .
أردنا أن نلفت انتباه الحكومات لحاجتنا للعمل أياً كان ولكننا لم نجد أذناً صاغية بل إننا واجهنا تساؤلاً أوجعنا أكثر بكثير من تلك المشقة التي تكبدناها بزحفنا لعمان حتى ذلك البرد القارص لم يوجعنا كما أوجعنا تساؤل البعض عنا قائلاً من أنتم ؟
وبدورنا نعيد السؤال ذاته لكل هؤلاء وزراء وحكومات ونساء يطالعننا على شاشات كنا نظن أنها تقف على مسافة واحدة من جميع أبناء الوطن قائلين من هؤلاء ؟ من هؤلاء وما تاريخهم وما تاريخ أبائهم وأجدادهم ؟ ومن هم ليتساءلوا عنا من نكون ؟
الموجع هو ذلك التساؤل الفظ الذي تنكر لتاريخ هذه القبائل ودورها لقرون مضت وهو ما يحملنا على التساؤل عن تلك المرأة ومن هي لتتساءل عنا وعن تاريخنا ؟
تاريخنا لا ينضب والحديث عنه يدعونا للفخر ولكننا بتنا نتساءل عن تاريخ كل أولئك الذين يتبؤون الوزارات والحكومات المتعاقبة من هؤلاء ؟
أما نحن فنحن الذين قاتلنا العثمانيين لنخلص العرب من ذل العثمانيين وقد كان الجنود العثمانيين يدخلون المنزل ويضعون ( خوذهم العسكرية ) على باب المنزل ويفعلون ما يشاءون ومن ثم يخرجون فيأخذون خوذهم إيذاناً بــ انتهائهم من حاجتهم من صاحبة الدار والتي لا يجرؤ زوجها للنظر بعينها حرجاً وذلاً بأنه لا يملك مواجهة العثمانيين ولكننا خلصناهم من ذلك الذل المقيت .
من هؤلاء ؟ ومن هذه النسوة اللاتي يتصدرن شاشاتنا الفضائية ومواقعنا الالكترونية المرخصة من حكومات ووزراء لا ندري أيعقل أن الدم العثماني تسلل لها بتلك من مرحلة كنا نسعى جاهدين لمنعها ؟ وقد جاءت اليوم لتطالعنا وتتساءل عنا قائلة من أنتم ؟
الرسالة لسيد البلاد فما من أحداً لينصف تاريخنا وبطولاتنا وبيعتنا للهاشميين وقتالنا بصفوف الجيش العربي بفلسطين وتضحياتنا إلا سيد البلاد ما من أحداً لينصف هؤلاء الشباب الذين ساروا زحفاً لعمان العاصمة ويأخذ بأيديهم ويوفر لهم مطالبهم بلقمة العيش الشريف عدا سيد البلاد ..
أنا في صميم الضارعين لربهم ألا يريك كريهة , وجفيلا
والضارعات معي , مصائر أمة ألا يعود بها العزيز ذليلا
ألا يعود بها العزيز ذليلا !.

 
 
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير