عاطف الطراونة ...الأردني إذ يزأر
د. فتحي الخوالدة
جو 24 :
بروحه المتوثبة، وصوته الجش ، ووسط طلل الأمة المتهالك يحمل هذا الأشم القدس وصوتها ، والأقصى وأنينه ، والأمة وجراحها ، والأمل وعنفوانه، وتضج في صدره نخوة العربي ، وصولة الكريم ، وغضبة الحليم فيصدح بكلمات سترن في الآذان( الشعوب لا ترغب في التطبيع مع إسرائيل، ونتعامل معه بأنه كيان محتل مغتصب لأرض عربية فلسطينية(
لقد لامس الطراونة ضميرا حيا لشعوب الأمة بكل مكوناتها ،وعزف على وتر الانتماء لروحها الحقيقية التي افتقدت من يُعبِّر عنها ، ويحمي ذمارها فكانت كلماته بعنفوان الأردني الذي لا يعرف المساومة أو النكوص مهما قست الظروف، وضاقت الدنيا بما رحبت ، فلا مساومة على القدس، وفلسطين حرة أبية ،والأقصى قبلة المسلمين الأولى.
في هذا الصوت تشعر من جديد أنك تعانق المجد بعد أن مكثت ردحا من الزمن محتضنا اليأس، ومتأبطا خنوع الواقع ومرارته ، فكان العنفوان الجنوبي وأنت تسمع لصدى الصوت جمالية منقطعة النظير، فلا التطبيع يجدي ، ولا المواقف تباع ، ولا زاجرات الطير تدري ما الله فاعل وسط هذه المقبرة الممتدة من المحيط إلى الخليج.
كل ما يدهش المراقبين وفي اللحظات الحرجة أن الأردن القابض على جمر الفقر والتضييق ينهض دوما ليكون في طليعة المدافعين عن تراث الأمة ومستقبلها بل عن لحظات عزها وسط ركام من فائض الجهل، وأطنان من عقود الخيانة والبيع الرخيص بدراهم معدودة
.
إن هذا العنفوان العربي المسلم الأردني الجنوبي وصولته الغاضبة في هذا المحفل العربي ينبيك أن للمواقف رجالها , وأن في الأمة الممتدة من المحيط إلى الخليج رواحل تجود بالأجمل والأنقى مهما بلغ زبد الانبطاح والتشرذم والتبعية فما علينا إلا أن نعطي القوس باريها.
يا بارئ القوس بريا ليس يحسنه لا تظلم القوس أعط القوس باريها.