آيزو 2013
بدأت مسرحية الثقة تحت القبة بصورة ملفتة للانتباه وخاصة أن النواب يتحدثون بكل جرأة !! عن الحكومة بشخوصها وخاصة شخص رئيس الوزراء ووصفه بصفات كثيرة ..
المهم أن النواب هاجموا الحكومة التي من المفروض أن تكون من اختيارهم ربما هذا يدفع المتابع للساحة السياسية إلى المزيد من التأمل وخاصةً أن هناك أصوات تخرج من البرلمان كانت تعتبر موالية حد النخاع للنظام واختياراته بغض النظر عن سياساتها غير المتغيرة والأكثر غرابة أنّ هذه الأصوات تستجدي الشارع غير آبهة بالحكومة والأجهزة الواقفة في الظل هذا كله يجعلني أقف في حيرةٍ من أمري .
المتتبع للمشهد السياسي قد يصل إلى إلى استنتاجين في مصير حكومة النسور هل أنّ الحكومة جاءتْ بهدف أن تكون الحكومة الأولى التي يسقطها مجلس النواب الأردني أم أنها جاءت لتنال الثقة بكل ثقة .
هناك سيناريوهان موضوعان على الطاولة يجب علينا تأملهما بجدية مطلقة و بتحليل عميق ..
1- إذا كان النظام يريد منح الثقة للحكومة فهو يضع نفسه بزاوية شعبية ضيقة حيث أنه ينهي كل فرصة لاستمالة الشعب واستعطافه ويثبت أن هذه الحكومة جاءت لتطبق أجندات محددة عليها أن تنفذها بالسرعة القصوى وأهمها الملف السوري واللاجئين و العلاقة الأردنية الفلسطينية و معاهدات صندوق النقد الدولي وهنا سيحكم على نفسه بالعبث بمصير بقائه حيث سيؤدي ذلك إلى تأجيج الشارع وصناعة الكثير من الخصوم و تحريك الأغلبية الصامتة .
2- إذا حاول النظام التذاكي بعدم منح الثقة للحكومة من خلال مجلس نوابه عندها سيعطي نفسه المزيد من الوقت حيث سيمنح المجلس ثقة جماهيرية من الشعب و خاصة من أولئك غير المهتمين بالسياسة حيث ستكون سابقة للمجلس بعدم إعطاء الثقة لحكومة تم تعيينها من القصر .. في هذه الحالة ستكون المهمة أكثر خطراً على الوطن والشعب لإنها ستعطي المجلس شرعية شعبية أكثر قوة وستحمله مهمة اتخاذ قرارات قد تكون أكثر خطراً من تلك التي ربما اتخذها عبدالله نسور وخاصة أنها بدأت تأخذ ثقلاً جماهيرياً .
ما يُرجح الخيار الثاني هو قيام بعض النواب بجولات على مناطقهم لاستشارة ناخبيهم بموضوع منح الثقة هذا يعني أنهم يبحثون عن شرعية شعبية لقراراتهم القادمة التي تُعد أكثر أهمية من حكومة النسور التي من المستحيل أن يقبلها الشعب وخاصةً بعد اتخاذها لقرارات مسّت الشريحة الأكبر من الشعب بشكل مباشر .
مجلس النواب الفاقد للشرعية يستجدي الشعب بمسرحياته للحصول عليها .