راكب تأخر بالوصول من دبي فنجا من تحطم الطائرة الإثيوبية
تحطمت الطائرة الإثيوبية أمس الأحد، وأسرع عشرات من ذوي ركابها، للاطمئنان عنهم في مطار أديس أبابا، وهو الذي أقلعت منه "البوينغ 737" لتتوجه إلى نظيره الدولي في العاصمة الكينية نيروبي، إلا أن أمراً حدث جعلها تسقط بعد 6 دقائق من إقلاعها، فتحطمت على بعد 42 كيلومتراً من المطار، وكانت فاجعة قضى فيها كل من كانوا على متنها، وهم 157 شخصاً من 35 جنسية.
مسؤول في مطار نيروبي، اقترب من أحدهم كان يتجول فيه، واسمه خالد بزامور، غير معروف الجنسية، إلا أنه أسمر كما الأفارقة إجمالاً، وسأله: "أي رحلة تنتظر"؟ أجابه الأب: "إثيوبيا.. إثيوبيا" فهز السائل رأسه وقال ببرودة أعصاب: "للأسف، هذه الطائرة تحطمت" فحل ما قاله كما الصاعقة على المنتظر الذي احتار ما يفعل من شدة الصدمة عليه، إلى أن رن هاتفه المحمول، وحمل إليه ما يساوي الأغلى في حياته بأسرها، إلى درجة كان لا يزال مصدوماً حين ظهر في فيديو تعرضه "العربية.نت" الآن، مع أن تصويره تم بعد ساعات من الكارثة، إلا أننا نجده عابساً منقبض الملامح من أثر الصدمة، يكاد لا يصدق أن ابنه بجانبه ينبض بالحياة.
كان المتصل هو ابنه أحمد، فأبلغه من مطار أديس أبابا بأنه لا يزال فيه، ولم يستقل الطائرة المنكوبة، لأنه تأخر في دبي ولم يلحق بميعاد إقلاعها، وأخبره أنه ينتظر طائرة غيرها لتحمله إلى نيروبي بعد أن نجا من سقوط المنكوبة، فظل الأب ينتظره في مطار العاصمة الكينية إلى أن رآه ينزل من سلم طائرة أخرى.
الناجي الآخر، يوناني أنقذته دقيقتان
وظهر ناج آخر من الطائرة أيضاً، هو يوناني اسمه Antonis Mavropoulos البادي من صورته أن عمره بالأربعينات، فقد ذكر في ما قرأته "العربية.نت" مترجماً عن وكالة أثينا للأنباء، أنه تأخر بدوره عن ميعاد السفر "دقيقتين فقط" ووجد باب العبور مغلقاً في مطار أديس أبابا، وكتب في حسابه "الفيسبوكي" أن أحداً لم يساعده هناك للعبور لإنهاء معاملات السفر والصعود إلى "البوينغ 737" فأقلعت من دونه.
ولتأكيد ما ذكره للوكالة، فقط نشر صورة عن تذكرة سفره في حسابه بالموقع الذي يذكر فيه أنه كان ينوي حضور مؤتمر في نيروبي برعاية الأمم المتحدة، بوصفه رئيساً لجمعية غير ربحية أسسها باسم International Solid Waste Association إلا أن تأخره بالوصول إلى المطار أنقذه من موت كان حاسماً عليه، وسريعاً اكتظ حساب أنتونيس في "فيسبوك" بعشرات المهنئين، ممن نسي معظمهم أن الأمم المتحدة فقدت بسقوط الطائرة 19 موظفاً يعملون فيها و5 وكالات أخرى تابعة لها.