اعلام مضلل ومفلس
استهداف المتظاهرين في كل مناسبة من قبل اعلام رسمي مفلس لم يعد يحظى بأية مصداقية، هو أمر يبعث على الاسى والاشمئزاز. كنا ننتظر من الاعلام الرسمي أن يعزز أي سلوك ايجابي في المجتمع وينتقد السياسات الحمقاء.. فبعد أن استتبت الأمور في اربد وبعد ان خرج المتظاهرون وهم في قمة السلمية والحضارية، وبعد ان اثبت الامن العام أن بامكانه التعامل مع المسيرات بشكل حضاري ايضا، خرج علينا الاعلام الرسمي بقصة أن الاخوان المسلمين انما يسعون لتخريب البلد، والسؤال كيف؟!
انتشار شبيبة الاخوان المسلمين في مشية منظمة اثار استياء الكثيرين، لكنها في النهاية مشية سلمية دون هراوات ولا سيوف ولا خناجر ولا اسلحة ولا قنابل غاز كما تفعل جماعات البلطحة، وهنا تتجلى المفارقة بابشع صورها عندما يحاول الاعلام الرسمي تسليط الضوء على الاخوان وكأنهم مصدر الشرور في حين يغض هذا الاعلام الرسمي البصر ويدير ظهره لممارسات البلطجية الخارجة عن القانون. جزء من أزمة الاردن هو الاعلام الرسمي الذي لم يرتق لمستوى اللحظة التاريخية لأنه اعلام مرعوب ويعمل بكبسة زر.
أثبتت مسيرات الجمعة أن المجتمع بكافة تفاصيلة وتلاوينة هو مجتمع سلمي وأن ما يؤجج الوضع في كثير من الاحيان هو الاعلام المنحاز لتحالف نخب أفلست في الحكم وانكشفت عوراتها ولم يعد أمامها سوى المقامرة بكل شيء في سبيل استمرار سيطرتها على كل شيء دون رقيب أو حسيب. وللاسف يغطي عليهم الاعلام الرسمي الذي يحتاج الى "افرهول" كامل.
