باسم سكجها يكتب: “فيس بوك”، وجريمة الجرائم في نيوزيلاندا
باسم سكجها
جو 24 :
رُبع ساعة مباشر على الـ” فيس بوك”، تُسجّل أدق تفاصيل واحدة من أبشع الجرائم التي يمكن متابعتها على الشاشة، ومع ذلك فلم يُحرّك أحد من إدارة الموقع التي تُتابع كلّ شيئ ساكناً، أمّا ظهور مقال أو منشور أو تعليق يتعلّق بالقضية الفلسطينية، وخصوصاً القُدس، فيعلّق الحساب أو يُلغى المنشور، أو حتى يُغلق الحساب كلّه.
إدارة "فيس بوك” تبعث لنا أحياناً، مع رفضها لمنشوراتنا، أنّ ذلك يخالف القواعد المجتمعية، ولكنّ كلّ ذلك القتل المجّاني للعشرات سُمح به وشاهده مئات الملايين من البشر في أنحاء العالم، ربّما لأنّ الإدارة انتبهت ولم تفعل شيئاً، أو أنّها لم تنتبه.
إن كنت تدري في مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم، والغريب أنّ حساب القاتل المرتكب هذا النوع من الاجرام غير المسبوق قد تمّ شطبه، كالعادة، ولكنّ فيديو الجريمة ظلّ وحتى هذه اللحظة موجوداً على "فيس بوك” منقولاً، ونعرف أنّ التقنيات المتطورة الموجودة تستطيع منع الأمر بمجرد كبسة زرّ، ولكنّ حتى هذا لم يحصل.
في يقيننا أنّ إدارة "فيس بوك” خالفت قواعدها المهنية التي تُنظّر علينا أنّها تعتمدها أساساً لعملها، وإذا كان هناك من خطأ فعليها أن تعتذر، تماماً كما اعتذرت عن غيابها عن الشبكة ساعات طولاً قبل يومين، ولكنّ الأمر تعلّق بخطأ فنّي!
ونعود ونكرّر، فعلى "فيس بوك” أن تلتزم مع العرب والمسلمين والمسيحيين وكلّ من يناصر قضايا فلسطين أنّها لن تحجب مقالات ومنشورات وتعليقات تتعلق بالحق الفلسطيني في فلسطين، وهو معترف به من الأمم المتحدة، في الوقت الذي تسكت فيه عن جريمة الجرائم، بل وتعمّم مشاهدها، وللحديث بقية!