2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الغرب نبع الإرهاب

خالد الزبيدي
جو 24 :

قتل وجرح اكثر من مئة مسلم يؤدون صلاة الجمعة في مسجدين بنيوزيلندا من قبل اكثر من شخص محترفين باستخدام الاسلحة مشبعين بالعنصرية وكراهية الحياة البشرية، وعلى أنغام موسيقى دموية وبث مباشر عبر وسائل التواصل الالكتروني وفي تحد سافر لحياة الانسانية ومشاعر البشر قاموا بالقتل لجموع المصلين بما يشبه العابا الكترونية تسوق في عدد كبير من دول العالم، وطال القتل جنسيات مختلفة من الاعمار المختلفة.
ليس المهم الاجراءات التي تتخذها السلطات النيوزيلندية والبيانات التي صدرت عنهم فحماية الناس في تلك الدولة هي من مسؤولية سلطاتها، وان اي إجراء قد تتخذه لا يكفي لانه لن يعيد ايا من الشهداء الى الحياة ولايخفف عن ذويهم، فالمطلوب الكشف عن كافة التفاصيل المتصلة بهذا الارهاب الذي يقينًا لا ينفصل عن ارهاب الدولة والكشف عن منابع تمويلهم وتدريبهم وتشجيعهم على هذا الفعل الجبان.
علينا في المنطقة العربية ان نعيد قراءة مشاهد الارهاب الذي هبط بالمظلة على المنطقة العربية، فالاسلام لم يكن يوما نبع الارهاب لذلك على وسائل الاعلام ان تبتعد عن اي مقاربة لتوصيف الارهاب ولصقه بالمتشددين الاسلاميين، فكل قيادات الدواعش اطلقوا اسماء عليهم لا تمت لنا بأي صلة ولا ارث وتاريخ للاسلام والمسلمين، ويبدوا اننا وقع البعض منا في فخ التهويم الغربي بإلصاق الارهاب بالدين الحنيف السمح الذي يساهم في المحافظة على حياة البشر بغض النظر عن اللون والعرق والدين.
فالتاريخ الحديث والقديم يؤكد ان الغرب هو نبع الارهاب منذ مئات السنين، فالاطماع الاوروبية ادت الى حروب همجية طالت الامة العربية، وبعد الحرب العالمية الثانية تحولت امريكا تدريجيًا لتأدية نفس الدور ولازالت تقوم به بصور بشعة، فقد عمدت الى نهب الخيرات والموارد وعطلت التنمية ووجهت جيوشها واساطيلها الى دول عربية، وتجلى الارهاب الامريكي في تأسيس داعش الارهابي واصبغت عليه اسم الاسلام، واخر الاحداث بعد استسلام عدة آلاف من الدواعش غالبيتهم العظمى من خارج ابناء المنطقة وهم مرتزقة بشعون وان اطلقوا اللحى وحفوا الشوارب.
حتى يومنا هذا لا يوجد توصيف واضح للإرهاب في الادبيات السياسية الشرقية والغربية، علما بأن الارهاب متعدد الاشكال والممارسات ..من صور الارهاب الفكري، والفردي والجماعي المنظم، وصولا الى ارهاب الدولة وهو الاخطر والاكثر عدوانية، وبعلم او بدون اصبح البعض من المسؤولين والعامة ووسائل الاعلام يرددون كلمات الارهابي، ونسي البعض ان الارهاب الحقيقي منذ مئة عام بدأ مع العصابات الصهيونية في فلسطين وتطور حتى اصبح ارهاب دولة بالمعاني الكاملة..ما حدث في نيوزيلندا غير منفصل عما يجري في فلسطين وسورية والعراق وبورما وغيرها من الدول العربية والاسلامية..الوفاء للشهداء يتطلب ان نحدد بالضبط من هو الارهابي ونرسم منحنى واضحًا للتصدي له..

 
تابعو الأردن 24 على google news