باسم سكجها يكتب: أنقرة عاصمة تركيا، واسطنبول عاصمة العرب!
باسم سكجها
جو 24 :
السيّاح العرب يذهبون إلى تركيا، والمعارضون السياسيون العرب يستقرّون إلى تركيا، والمستثمرون العرب يرحلون إلى تركيا، ولا يقف الأمر عند هنا فالكثيرون من هؤلاء وغيرهم يحصلون على الجنسية التركية!
وكأنّ الدولة التركية صارت عملياً الدولة الثانية والعشرين في قائمة الجامعة العربية، وهي الأكثر نفوذاً مع أنّه ليس لديها كرسيّ في المقر، ولا يمكن إلاّ أن يكون لها تدخّل في أيّ أمر عربي، حتى وجودها العسكري في الأراضي العربية ثابت ومؤكد، وحين خافت قطر من اجتياح خليجي بعثت لها أنقرة خمسة آلاف جنديّ.
وحتّى المجرم الاسترالي الذي قتل ٥١ شخصاً وجرح مثلهم، في نيوزيلاندا، كان زار تركيا عدة مرات، ويبدو أنّه اتخذها عاصمة للمسلمين الذين يريد إبادتهم، وذلك وبالطبع لأنّه يعرف أن الدولة العثمانية كانت رأس حربة الجنوب في التمدّد نحو الشمال.
وكنّا نظنّ أن المنطقة الحيوية التي صارت تتمّدد تركيا فيها جنوباً هي في الشرق العربي، ولكنّنا نكتشف أنّ المعارضة الجزائرية موجودة أيضاً في تركيا، فعاصمة أردوغان تعتبر العالم العربي بأسره مجالها الحيوي.
وبصراحة، فذلك من حقّها، لأنّه ليس هناك من عاصمة عربية قادرة على أن تكون عاصمة العرب، وإذا كانت أنقرة هي عاصمة تركيا، فقد باتت اسطنبول عاصمة العرب، وعلينا إذن أن نبوح علنا بفشلنا التاريخي الذريع، وأن نعترف بنجاح تركيا، وللحديث بقية!